الخدّين، ينشج نشيجًا مؤلمًا. فظننت أن قد أصابه شيء ووثبت أسأله: ما لك؟ هل وقعت؟ فهزّ رأسه. قلت: هل ضربوك؟ فهزّ رأسه. قلت: ما لك؟
فأجاب بصوت مختنق بالبكاء، تقطعه الزفرات، قال: إدّوا (أي: جدّو)!
قلت: نعم؟
قال: لوح ...
قلت: لوح؟ لوح شوكلاطة؟
قال: لأ، لوح دَسِهْ، أمان.
فلم أفهم، فجاءت خالته الصغيرة (يمان) (١) تترجم عنه، قالت بلسانها الناقص: بدُّو لوح أدَّسة، مع أمان.
_________
= انتقل من هذا المستشفى فعمل في غير واحد من المستشفيات التخصصية في مكة والطائف. وقد استهواه ابتكار العصر، الكمبيوتر، فبرع في شؤونه، حتى صنع للشيخ موقعًا على الشبكة العالمية نشره على الناس فيما كنت أعد هذا الكتاب للنشر [www.alitantawi.com] (مجاهد).
(١) تخرجت في جامعة الملك عبد العزيز وهي أم لأربعة أولاد، وأختها أمان درَست في جامعة دمشق وهي أم لستة.
قلت: وهذه الحاشية أضافها جدي إلى الكتاب عام ١٩٨٧ كسابقتها. وأضيف أنا إليها الآن أن يمان قد حصلت على درجة الماجستير بامتياز في الفقه من جامعة أم القرى وأنا أُعِدّ هذا الكتاب للنشر. وكنا ثلاثتنا، خالتي يمان ومؤمن وأنا، رفاقَ طفولة؛ يصغرها مؤمن بشهور وأنا بسنتين (مجاهد).
1 / 46