Muerte del único hombre en la Tierra
موت الرجل الوحيد على الأرض
Géneros
كاد الرجل أن يقول: «ما ذنب طفل صغير بريء؟» لكنه لم يستطع. وقفت الكلمة في حلقه وابتلعها حين رأى العيون من حوله ترمقه في غضب، وتذكر على الفور صوت أبيه الذي سمعه مرارا يقول: «أولاد الحرام لا يجلبون إلا المصائب.» فإذا به يرد على الرجل بصوت يشبه صوت أبيه قائلا: معك حق يا أخ، أولاد الحرام لا يجلبون إلا المصائب.
وابتلع ريقه وأسرع إلى حقله وهو يهمس لنفسه: «أنا جبان.» لكنه سرعان ما مط عنقه وسحب الكلمة قائلا: «معه حق، أولاد الحرام لا يجلبون إلا المصائب، وإلا فلماذا توالت المصائب علينا منذ آوى الشيخ حمزاوي في بيته ابن الحرام؟!»
عاد الشيخ حمزاوي إلى فتحية عاري الرأس بغير عمامة، ممزق الملابس، ينزف من أنفه وفمه. أدركت فتحية بالغريزة أن حياة طفلها أصبحت مهددة ، فضمته إلى صدرها تخفيه تحت طرحتها وهمست: لم يعد لنا عيش في هذا البلد.
ورد حمزاوي في إعياء: لا أعرف بلدا آخر، وأنا أفضل الموت في فراشي على الموت في أرض غريبة؛ في الأرض الغريبة؛ لن يمد لنا أحد يد العون.
قالت فتحية: الله يتولانا يا حمزاوي. أتظن أن الله سيتخلى عنا؟
رد حمزاوي في يأس: لا أدري. لقد تخلى الله عني منذ آويت هذا الطفل.
قالت فتحية: أتقول ما يقوله الناس يا حمزاوي؟
رد حمزاوي: نعم يا فتحية. ألست واحدا من الناس، ألست بشرا؟
أنا لم أدع في يوم من الأيام أني ملاك أو إله!
تساءلت فتحية: ماذا تعني يا حمزاوي؟ إذا كنت لا تريد الطفل بعد اليوم، فلن تراه في بيتك من صباح الغد، ولكنني سأذهب معه يا حمزاوي.
Página desconocida