Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

Tabghurin Malshuti d. 450 AH
76

Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

كتاب متن الجهالات في علم التوحيد

Géneros

مسألة

فإن قيل لك : أتصف الله بحركة وسكون ؟

فقل : لا يوصف الله بالحركة والسكون (¬1) لأن الحركة تعب ومؤونة ولا يكون ذلك إلا من محدود له نهاية وعرض وطول وذلك من علامات الخلق وليس الله كذلك (¬2) .

مسألة

فإن قيل لك : أخبرني عن الله هل يتكلم ؟

فقل : نعم، بأصدق الكلام وأبره، والقرآن كلامه، وكلم الله موسى تكليما (¬3) .

¬__________

(¬1) - في المتن : بحركة ولا سكون.

(¬2) - لأن الحركة والسكون لا يوصف بهما إلا الجسم ، والجسم لا يكون إلا محدودا ذا نهاية وطول وعرض والله تعالى عن ذلك . وكيف يكون الله - عز وجل - أن يوصف بالحركة والسكون ، والحركة والسكون لا ينفك الجسم منهما ولا يوصف بهما غيره ، وهما محدثان كائنان بعد ما لم يكونا يتعاوران على الجسم ، حركة ثم سكون ثم حركة ثم سكون ، وهما محدثان والجسم لم يسبقهما ولم يتقدمهما. وما لم يسبق المحدث فهو محدث مثله . فبطل بهذه العلة ولمثلها أن يوصف القديم - عز وجل - بحركة ولا سكون. وليس يخلو الواصف لله - عز وجل - بحركة وسكون أن تكون الحركة والسكون عنده دالتين على حدوث الموصوف بهما أو تكون الحركة والسكون غير دالتين على حدوث الجسم الموصوف بهما فيكون القديم عنده محدثا ويكون المحدث قديما ، فكلاهما فاسدان وفسد لفسادهما أن يوصف القديم بحركة ولا بسكون .وأيضا إن الحركة والسكون عرضان محدثان يحلان في الجسم . ومعاذ الله أن يكون محلا للحوادث ، يتعالى عن ذلك.وأيضا= =الذي يفعل بالحركة والسكون ، فعله بعلاج ومعانات ومؤونة وتعب ، كما قال صاحب الكتاب .

(¬3) - قيل: إن معنى يتكلم من معنى الأفعال ، وزنه على غير معنى كلم. ومعنى كلم يوجب الغير ، ( كلمه غيره) وليس يتكلم كذلك = =وقد زعم قوم من أهل الكلام أن يتكلم لا يجوز على الله - عز وجل - وجوازه أحب إلي وهو في اللغة الفصيحة . ومنه قول الشاعر :

أعياك رسم الدار لم يتكلم حتى تكلم كالأصم الأعجم .

فأما كلم فمعناه : كلم غيره كما قال تعالى : (( وكلم الله موسى تكليما )) (النساء 174 ) ومتكلم معناه ليس بأخرس. ويقال كلم الله أنبياءه ورسله ، ولا يقال : كلم عباده . ويقال قال الله لأنبيائه ولرسله ، وقال لعباده ، ولا يقال : قالوا له، ولا كلموه ولا أخبروا له . وإنما يقال : سألوه ودعوه . وقوله - عز وجل - (( وكلم الله موسى تكليما )) فيها التوكيد بقوله : تكليما، وهذا التأكيد عند العلماء يوجب الكلام من غير واسطة ، ولا رسول، ولا وحي ، إلا أن يسمع الكلام لا من لسان أحد ، وهو معنى قوله تكليما عندهم والله أعلم .ومعنى قول صاحب الكتاب : إن الله يتكلم بأصدق الكلام وأبره ، يريد أن كلامه - عز وجل - صدق وبر ، والبر من الأشياء كل شيء حسن . وأما قوله : والقرآن كلامه ،يريد أن القرآن من كلام الله - عز وجل - وكذلك سائر الكتب المنزلة من عند الله - عز وجل - هي كلامه . والمعنى في ذلك أنه لم يسبقه - عز وجل - إلى ذلك الكلام أحد ، بل هو الذي أنشأه من عنده ، ولم يحكه عن أحد . فانه يقال : قصيدة امرىء القيس وخطب قس بن ساعدة ، ومواعظ عيسى ، وحكمة لقمان.والمعنى في ذلك كله أنه من عندهم ابتداء لم يسبقهم إلى مثله= = من الكلام أحد ، ولذلك ينسب إليهم كما رأيت . والكلام عند الاباضية وأهل النظر منهم ، هو من حيث ما دار من كلام الله سبحانه، ومن كلام البشر هو عرض من الأعراض .

Página 86