Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

Tabghurin Malshuti d. 450 AH
77

Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

كتاب متن الجهالات في علم التوحيد

Géneros

مسألة

فإن قيل لك : ما معنى قول الله عز وجل : { على العرش استوى } (¬1) .

فقل : استوى عليه بالحفظ والقدرة كما قال : { قائم على كل نفس بما كسبت } (¬2) وقوله : { ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها } (¬3) ومثل قوله : { ثم استوى إلى السماء/[27] فسواهن سبع سماوات } (¬4) . وقد سأل موسى ربه على وجه الأعذار لأنهم قالوا : لو سألت ربك أن يريك إياه لفعل. فهذا على وجه الأعذار لهم، وهو يعلم أنه لا يراه فصنع [الله] (¬5) به ما اقتص [على ] (¬6) محمد في كتابه.فلما أفاق قال : { سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } (¬7) ، فإنك لا ترى في الدنيا ولا في الآخرة [لا] (¬8) على ما ظن الجاهلون (¬9) .

¬__________

(¬1) - سورة طه : 5.

(¬2) - سورة الرعد : 33.

(¬3) - سورة هود : سورة طه : 5.

- سورة الرعد : 33.

- سورة هود : 56.

(¬4) - سورة البقرة : 29.

(¬5) -+ من الشرح، ص369.

(¬6) -+ من الشرح، ص369.

(¬7) - سورة الأعراف : 143.

(¬8) - + من الشرح، ص 369/370.

(¬9) - اعلم أن المشبهة تتعلق في آية الاستواء في ثلاثة معان : ما تأويل الاستواء ؟ وما تأويل (على) ؟ وما تأويل العرش ؟ فأما على في لغة العرب فقد تتصرف على معان كثيرة : يقولون : علا فلان الجبل ، وعلا البيت. فعلا على الاستعلاء والفوق وهو الذي تذهب إليه= =المشبهة في تأويل قوله تعالى : ( على العرش استوى) وتريده . ويقولون : علا فلان على بني فلان ، بمعنى قهرهم . قال الله - عز وجل - (( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا )) (القصص:4) بمعنى غلب أهلها . وقال المشركون يوم أحد : علا هبل (اسم صنم) وقال المسلمون: الله أعلا وأجل . ويقولون : مررت على بني فلان، ليس على أنه وطئهم ومشى عليهم . قال الله - عز وجل - (( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها )) (البقرة:259). يريد أنه مر من جانبها ولم يرد أنه مر من فوق القرية ، قال الشاعر :

مررنا على قيسية عامرية لها بشر صافي الأديم هجان .

وقال آخر :

علوناهم بالسب حتى تركناهم حجارة واد لا تمر ولا تجلو

يعني أفحمناهم بالسب فسكتوا ، وربما جاء ت على معنى أنه جاءه من فوقه.قال الشاعر:

علاه بالعمود أخو بجير فأوهى الرأس منه والجبينا .

وقف تخرج على معنى الإغراء كقوله تعالى (( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل))(المائدة:105) وقد يقول الرجل علي نذر وعلي دين . فإذا كانت على تتصرف بهذه المعاني التي ذكرنا والتي لم نذكر ، فلم حملت المشبهة قول الله - عز وجل - (( على العرش استوى)) على الالتزاق والفوق ، دون ما ذكرنا وعددنا ، فالتأويل في قوله - عز وجل - = =(( على العرش استوى)) أي يعلو العرش بالغلبة والسلطان ، وأن العرش في تدبيره وتقديره لا يمتنع منه على ما أراد - عز وجل - . ويقال : إن فلانا على بني فلان ، يريدون أنه يلي أمرهم ويدبره ، وهو أكثر من أن يستشهد عليه . وأما العرش فان المتكلمين اختلفوا فيه ، فقال منهم قوم : إن ذكر الله للعرش على المثل والبديع لا على أن العرش جسم من الأجسام. وزعموا أنه على مثل قولهم : قد ثل عرش بني فلان ، وشالت نعامتهم ، يريدون بذلك هلاك أمرهم . وهؤلاء من المتكلمين فروا من شيء ليس ينقض عليهم من كلامهم ذلك الذي منه فروا شيئا. وليس في كون الشيء جسما من الأجسام ما يوجب الجلسة عليه ، كما قد يقال : بيت الله لا على معنى أنه سكنه ، ومساجد الله لا على أنه يصلي فيها. وسماؤه وأرضه وبحاره ، لا على أنه سكن شيئا من ذلك ، وكذلك عرشه ، ولو كان جسما من الأجسام فليس في ذلك ما يوجب الجلسة عليه كما قالت المشبهة ، زعموا ألا فرق بين قوله (( ورفع أبويه على العرش ))، وبين قوله (( استوى على العرش )) ويقال للمشبهة : ما معنى قول الله - عز وجل - (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان ))(فصلت:11) كيف تتوهمون الاستواء على الدخان ، إذا كان الاستواء عندكم لا يعقل إلا على الجلسة تعالى الله عن ذلك . ويقال : إن الله استوى على العرش لا على ما يعقل ولا على المعقول ، ومن قال : انه استوى على العرش= = على ما يعقل أو على المعقول فهو كافر مشرك . أما قول صاحب الكتاب عند ذكره قصة موسى ومسألة ربه على وجه الأعذار إلى قومه لأنهم قالوا له : لو سألت ربك أن يريك إياه لفعل ، فهذا على وجه الأعذار لهم وهو يعلم أنه لا يراه ، وصنع الله به ما اقتص على محمد - صلى الله عليه وسلم - (( فلما أفاق ، قال : سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ))(الأعراف:143) بأنك لا ترى لا على ما ظن الجاهلون من أهل التشبيه ، لأنهم حملوا مسألة موسى ربه على رؤية الأبصار فجهلوا صفة ربهم وجعلوا مراد ولي الله ورسوله موسى عليه السلام في الذي سأل. فهم بذلك أجهل الجاهلين .فان قال قائل : فان كان موسى عندكم غير مسيء ولا مجاوز، فمن ماذا تاب ؟ ومن ماذا أخذته الصاعقة ؟ قيل: فان أهل التفسير قالوا: إن ذلك لتقدمه بين يدي الله بالمسألة قبل أن يؤذن له في ذلك . فان زعموا أن الصاعقة والتوبة إنما كانتا من أجل طلبه الرؤية ؟ قيل لهم: فان الصاعقة لا تصيب أحدا إلا على أمر لا يجوز له ولا يحل . وكذلك التوبة لا تكون من صاحبها إلا على أمر غير جائز له. فهذا أجمع داخل عليكم لأنكم جوزتم المسألة للرؤية وزعمتم أن ذلك لموسى جائز سائغ .

Página 87