Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

Tabghurin Malshuti d. 450 AH
75

Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

كتاب متن الجهالات في علم التوحيد

Géneros

فقل : [نعم] (¬1) هو الكبير الذي لا أكبر منه، والعظيم الذي لا أعظم منه، [والذي] (¬2) لا يشبهه شيء، في كبر ولا في عظم. العظيم الواحد الذي لا واحد مثله في معنى الوحدانية، ولا في معنى العظم والكبر (¬3) .

¬__________

(¬1) - + من الشرح، ص355.

(¬2) - + من الشرح، ص355.

(¬3) - إن العظيم والكبير في صفة الله - عز وجل - هو أنه تعالى عظيم وكبير عن صفات المخلوقين ، ولا يوصف بشيء منها لأنها صفات صغيرة من العجز والحاجة والاحتمال للزيادة والنقصان ، فلما كانت صفات المخلوقين بالذي وصفنا من الضعف والحاجة والعجز ،كان لا يكون الله إلا عظيما كبيرا عنها. فمتى ما سمع سامع أن الله عظيم = =ولم يعتقد في ذلك ما وصفنا من العظمة والكبرياء والكبر عن صفة المخلوقين ، وكل شيء لزم المخلوقين كان جاهلا بصفة الله - عز وجل - من العظمة والكبرياء فهو يكون حينئذ معتقدا لعظمة الأجزاء وكبرها وتكاثفها راجعا للذي أبطلنا عن الله - عز وجل - من صفات الجسم . وكذلك الجليل في صفة الله - عز وجل - هو الذي جل عن صفات المخلوقين، وكذلك العزيز والمتعالي والعلي ، معنى ذلك كله أنه عظيم وكبير وجليل وعزيز ومتعال عن صفات المخلوقين وعن كل شيء لزم المخلوقين . فمن لم يعتقد في صفة الله - عز وجل - ما ذكرنا من هذه المعاني كأن لا يكون إلا معتقدا لصفات المخلوقين من العلو في المكان والرفعة ، وأن الله عند هذا في الأعلى من الأماكن دون الأسفل ، وهذا كله من الوصف له بذلك راجع إلى معنى الوصف بالجسم. وقد بينا سابقا فساد الوصف بذلك في غير موضع من هذا.وهو معنى= = قول صاحب الكتاب أن الله لا يشبهه أحدا في معنى العظم والكبر لأن العظيم والكبير من الخلق إنما ذلك لعظم الأجزاء أو كبيرها ، أو لأفعال فعلها فسمي بها عظيما . فلولا تلك الأفعال لما قيل له عظيم،ولا كبير، ولا عزيز ، ولا علي ، لأنه قبل ما لم يفعل تلك الأفعال فهو غير عظيم ، ولا كبير ، ولا عزيز، ولا جليل ..ومعنى قول صاحب الكتاب :لا واحد مثله ، يريد لا أحد مثله. فان معنى الواحد والأحد سواء ، والأحد أقوى في العبارة من الواحد . ومعنى لا واحد أعظم من الله يريد أن عظمته - عز وجل - ليست في معنى عظمة الخلق في شيء ، لأن عظمته كما قدمنا، إنما هي عظمة عن صفات المخلوقين ، وليس لأحد من الخلق يعظم ويكبر من صفاته ، بل الخلق كله مشترك في معنى الصغر والمذلة ، وان قيل لبعضه كبير وعظيم ، فإنما ذلك لكبر الأجزاء وعظمها ، أو لفعل يفعله ، فكان به عن غيره عظيما. وربما كان غير هذا من الخلق أعظم منه ، ويكون غير ذلك الأجزاء أعظم من ذلك . فعظمة الخلق على كل حال متناهية ، وكل متناه مقصر عما لم تبلغه نهايته ، وهكذا القول في جميع صفات الخلق أن بعضها فوق بعض إلى النهاية التي لا فوقها من الخلق شيء . فدل ذلك من الخلق على معنى التقصير والعجز ومنه قوله - عز وجل - : ((وفوق كل ذي علم عليم)) (يوسف: 76) فجعل نهاية علم كل عليم من الخلق العليم الذي فوقه،ونهاية ذلك الآخر هو من فوقه حتى = =يصير ذلك من الخلق إلى النهاية التي لا فوقها من الخلق نهاية. والله - عز وجل - ليس لعظمته ولا لكبريائه ، ولا لشيء من صفاته،من علم وقدرة وعزة، نهاية يتناهى إليها. فلمثل هذا قال صاحب الكتاب : أنه أعظم من كل شيء وأكبر منه .

Página 85