Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

Tabghurin Malshuti d. 450 AH
29

Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

كتاب متن الجهالات في علم التوحيد

Géneros

فقل : نعم هو المقدر لها والصانع لها. ولا يغيب الصانع عن صنعته (¬1) .

فلو قال : أخبرني حيث انقطعت الأشياء هل يوصف الله أنه ثم، أم مضى عنها ؟

فقل لا يجوز مضى ولا بقى، وإنما يجوز ذلك/[13] على من يجري عليه العرض، والطول، والحدود، والأقطار، والله لا يوصف بالعرض ولا بالطول (¬2) .

فإن قيل لك: أربك عالم بجميع الأشياء ؟

فقل : نعم فإن قال : محيط بما علم ؟

فقل : نعم.

فإن قال : عالم بإياه أم جاهل بإياه ؟

¬__________

(¬1) - وهذا الجواب مأخوذ من قوله - عز وجل - : (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) (الملك:14) أراد أن يدل عباده على أنه عالم بجميع الأشياء إذ هو خالق لها ، وكذلك جواب صاحب الكتاب ، ثم أكد ذلك بقوله : ولا يغيب الصانع عن صنعته ، يريد أنه مشاهد لكل ذلك لقوله - عز وجل - : (( وما كنا غائبين )) ( الأعراف:7) .

(¬2) - هذا السؤال، سؤال متعنت لا سؤال مستفيد ، لأن قوله : حيث انقطعت الأشياء هو ما ليس بمكان ، ولا خلق ، ولا شيء من الأشياء . وهذا السؤال من سؤال المشبهة حين سألوا فقالوا: أليس الله - عز وجل - موجودا في الأشياء ؟ فيقال : نعم ، فقالوا : أوليست الأشياء محدودة ؟ فيقال لهم : نعم ، فقالوا : لم لا كان الله - عز وجل - محدودا لكونه ووجوده في الأشياء المحدودة حين هو غير مجاوز لها ؟ ثم أكدوا العلة بأن زعموا فقالوا: لو جاز أن يكون غير محدود في محدود لجاز أن يكون محدود في غير محدود . فيقال لهم: هيهات ، قد غاب عنكم المعنى في القول بأن الله في السماوات وفي الأرض ،وعند كل نجوى وأنه أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد ، وجعلتم ذلك كله على معنى التمكن والاحتياز تعالى الله عن مقالتهم . والمراد بذلك كله أن وجود الله في الخلق على المشاهدة للخلق = =والعلم به والإحداث له والزيادة فيه، والنقصان منه ، والحفظ لجميعه ، وليس يغيب كل صانع عن صنعته .

Página 39