وقد كان من أسلوب النصوص المعهودة في الكتاب والسنة أن تنص غالبا على علل الأحكام الواردة فيها، والغايات الشرعية العامة المقصودة منها، ليمكن تطبيق أمثالها وأشباهها عليها في كل زمن. ونصوص الكتاب معظمها كلي عام إجمالي كما رأينا(1)، فانفتح بذلك طريق لقياس غير
- إلى الله، وأشبهها بالحق فيما ترى فاتبعه.
واجعل لمن ادعى حقا غائبا أو بينة، أمدا ينتهي إليه، فإن أحضر بينته أخذت له بحقه، وإلا وجهت عليه القضاء، فإن ذلك أنفى للشك، وأجلى للعمى، وأبلغ في العذر.
* المسلمون عدول بعضهم على بعض، إلا مجلودا في حد، أو مجربا عليه شهادة زور، أوظنينا في ولاء أونسب. فإن الله قدتولى منكم السرائر، ودرأعنكم بالبينات والأيمان.
* وإياك والقلق والضجر والتأذي بالخصوم والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر، ويحسين بها الذكر.
فأنه من يصلح نيته، فيما بينه وبين الله، يكفه الله ما بينه وبين الناس. ومن تزين لناس بما يعلم الله منه غير ذلك يشنه الله . فما ظتك بثواب عند الله عز وجل في عاجل رزقه، وخزائن رحمته، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته" .
ر: جمهرة رسائل العرب، للأستاذ أحمد زكي صفوة ج1 ص/252/ رقم الرسالة 1/. وإعلام الموقعين لابن القيم ج1 ص /99/، والكامل للمبرد ج ص /9/ والبيان والتبيين بشرح السندوبي الطبعة الثانية ج 2 ص/37) .
وقد تولى ابن القيم شرحه بإسهاب في مواطن عديدة من إعلام الموقعين رج 1ص100/ و ج 2 ص/284- 290.
وقد توسع في تخريجه من كتب السنة المطهرة والفقه والأدب والتاريخ والسير، الأستاذ العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في "مجلة كلية أصول الدين" العدد الرابع سنة 1402 بعنوان : "تحقيق لثبوت كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعري في شأن الفضاء، وفيه العمل بالقياس" ص 308-299. شرح بعض الألفاظ في كتاب عمر: إذا أدلى إليك : من الإدلاء بالحجة، وهو إقامة الدليل.
وأنفذ: من الإنفاذ، أي سدد القضاء واجعله نافذا أي اتبع القضاء بالتنفيذ حتى يصل صاحب الحق إلى حقه.
اس : أمر بالمساواة أي اجعل بعضهم أسوة بعض بلا تمييز ت لجلج: تردد وأشكل.
درأ: دفع ومنع وفي الحديث النبوي: "ادرؤوا الحدود بالشبهات" .
(1) ر : كتاب تاريخ التشريع الإسلامي للأساتذة السبكي والسايس والبربري، ص/6.
Página 80