وعلى كل، بهذا الإجمال في نصوص الكتاب كانت هذه النصوص محتاجة إلى البيان بالسنة النبوية ليمكن تطبيقها في الكيفيات والكميات، لا ولتعرف حدودها في الشمول والاقتصار، وتنزل عليها جزئيات الحوادث والأعمال.
لذلك جاء في القرآن إحالة عامة على السنة النبوية في هذه التفصيلات بقوله تعالى: (ومآ ءانككم الريول فخذوه وما نهكم عنه فأننهوا ) [7/59].
ومن ثم كانت السنة مفتاح الكتاب.
المبحث الثاني : السنة
/3- يطلق لفظ (السنة) على ما جاء منقولا عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير(1) . وهي بهذا المعنى مرادفة للفظ "الحديث" .
وقد تطلق على معنى الواقع العملي في تطبيقات الشريعة في عصر النبوة، أي الحالة التي جرى عليها التعامل الإسلامي في ذلك العصر الأول(2). والفرق بين المعنيين في النتيجة أنه قد ينقل عن الرسول عليه الصلاة اا والسلام حديث لفظي، ولكن يثبت للعلماء تاريخيا أن عمل الناس في عصر النبوة أو في امتداد زمن الخلفاء الراشدين كان جاريا على خلاف مدلول
(1) المراد من التقرير أن يصدر أمام النبي فعل أو قول من إنسان، أو يخبر به فيعلمه الرسول ، ويقر الفاعل أو القائل أو الناقل على ذلك . ولا ينهاه ولا ينكر عليه، ولا يشير إلى أنه خلاف الأولى (ر: (الموقظة) للذهبي والتتمة الأولى في بيان السنة التقريرية ص 98 - 102 للشيخ عبد الفتاح أبو غدة) .
(2) وعلى هذا المعنى يقع مثل قول عبد الرحمن بن مفدي، وقد سئل عن سفيان الثوري اا والأوزاعي ومالك: "سفيان إمام في الحديث وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة وليس بإمام في الحديث، ومالك إمام فيهما جميعا" (ر: شرح موطأ مالك لزرقاني، ومقدمة "تنوير الحوالك" شرح الموطأ أيضا للسيوطي، وكتاب "نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي" للأستاذ علي حسن عبد القادر ص /116) .
Página 74