حكى أن غزيا (1) من العرب ، أغزاه (2) سعد بن أبى وقاص بعد فتح لقادسية ، بخحرج جماعة من العرب بنسائهم ، فلما رأوا عدوهم من العجم خلفوا النساء والسواد ودلفوا إلى عدوهم ، فاشتدت الحرب بينهم . فلما رأى النساء ذلك عقدن خمرهن على العيدان وأقبلن بحو رجالهن فلما رآهن العجم من بعيد ، ظنوا أن جيشا ثانيا قد أتى مددا (للعرب) فانهزمت العجم .
ذ كر أن جيشا من قبل السلطان خرج إلى ناحية طبرستان (3) ، فلما دنا الجيش منها ، علم صاحب الناحية أنه لامنزل للجيش إلآ فى غيضة بقرب جبل اوعر . فأمر الطبرى بشجر الغيضة فقطع وأقم كما كان وسند بالتراب ، وغطى موضع القطع حتى خفى على الجند . وجاء العسكر فنزل الغيضة ، واستخفى الطبرى وأصحابه فى الجبل ، وشد الجند دوابهم فى الشجر . فلما كان الليل صيح الطبرى بالجند ، فنفرت الدواب وتساقطت الشجر ، فثجرتها الدواب يقتل بعضها عضا ، وخرج الجند فزعين لا يلوى أحد منهم على أحد ، وتبعهم الطبرى قمتل ويأسر .
حكى أن ملكا من ملوك الأعاجم ، وجه رجلا من جلة قواده فى جيش إلى ملك الروم فحاربه ، فأجلاه الفارسى عن أكثر بلاده حتى فتح نطاكية وما جاورها . فأوغل فى بلاد الروم واحتوى على مملكتها ، فجمع ملك الروم رؤساءهم فشاورهم ، فأشاروا عليه بأمور مختلفة . حتى انفرد له رجل من
Página 43