اهل الملكة ، ولم يكن من أبناء الملوك . فقال : إن عندى رأيا أشير به . فإن رزق الله الملك الظفر فمالى عنده ؟ فقال الملك : سل حاجتك . قال تجعلنى الملك عدك ؟ قال : نعم . قال : فوثق لى يذلك . قال فوثق له به . قال الرومى للملك : ان الفرس قد طمعت في ملكناو بلدنا فلم يبق منهم بجد إلا وجهوه في وجوهنا ، وقد ضعفنا عنهم . وقد حملواذراريهم إلى الشام والجزيرة . وإنى أرى أن تأذن لى ، فأنتخب من عسكرك خمسة آلاف رجل، ثم أحملهم في البحر ودوابهم وأموالهم . وأوكل بيمضايق الطريق وصعب النقاب(1) ، رجالا من أصحابى من أهل البأس والنجدة . فإن خبرى إذا بلغهم فت في عضدهم ونخب قلوبهم (2) . ورجعوا إلى عيالاتهم وأموالهم متقطعين . فلا يمر بالمضايق التى قد وكلت بها أحد من الفرس إلا قتل ، ولا يسلم أحد فيضير إلى الشام إلا أتيت عليهم وشردتهم أنت من خلفهم . فأجابه الملك إلى ما رأى وأنفذهم إلى الشام .
فلما بلغ الفرس أن الروم قد خلفتهم فى أهاليهم وأموالهم ، خرج أ كثرهم متقطعين لا يلوون على شىء ، ومروا يمضايق الطرق فقتل أ كثرهم ، وخرج ملك الروم إلى من بقى منهم فهزمهم ، فلم يسلم منهم إلا القليل . فتحول الملك بذلك السبب من أهل بيت المملكة إلى قوم ليسو من أهل المملكة ، بل هم من أهل رمينياقس (2). فبقى فيهم إلى هذه الغاية .
وحكى أن الحجاج بن يوسف لما حارب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث
Página 44