============================================================
أحدهما: عجائب الرؤيا الصالحة الصادقة فإنه ينكشف بها الغيب، وإذا جاز ذلك في الثوم فلا يستحيل في اليقظة، فلم يفارق النوم اليقظة إلأ في ركود الحواس، وعدم شغلها بالمحسوس، وكم من متيقظ لا يسمع ولا يبصر لشغله بنفسه.
والثاني: إخبار الرسول عن الغيب وأمور آتية، وإذا جاز ذلك لنبي جاز لغيره، إذ النبي رجل كوشف بحقائق الأمور، وشفل باصلاح الخلق، فلا يستحيل أن يكون في الوجود شخص يكاشف بالحقائق ولا يشتغل بإصلاح الخلق وهذا يسمى ولئا لا نبيا(1) .
(تنبيه) قال بعض الكاملين: إظهار الكرامة وإخفاؤها على حسب النظر لأصلها وفرعها(2)؛ فمن عبر من بساط إحسانه أصمتنه الإساءة مع ريه، ومن عبر من بساط إحسان الله إليه لم يصمث إذا أساء: وقد صح إظهار الكرامة من قوم، وثبت العمل في إخفائها من آخرين كالمرسي في الإظهار، وابن أبي جمرة في الإخفاء، حتى قال بعض أتباع ابن أبي جمرة: إن طريقهما مختلف . فبلغه فقال: والله، ما اختلفث قط طريقتنا، لكنه بسطه العلم، وقبضني الورع وقال بعضهم: من الناس من يغلب عليه الفناء بالله، فيظهر الكرامات وينطلق(3) لسانه بالدعاوى من غير احتشام ولا توئف، فيدعي بحق عن حو لحق في حق كالكيلاني، وابي يعزى، وعامة متاخري الشاذلية، ومنهم من يغلب عليه الفقر إلى الله فيكل لسانه، ويقف مع جانب الورع، ومنهم من تختلف أحواله فتارة وتارة، وهو أكمل الكمال، لأنه حال المصطفى لما أنه أطعم الفآ من صاع، وشد الحجر على بطنه.
(1) في (أ): نبيا لا وليا.
(2) في (ا): نوعها.
(3) في (ب): ينطق.
Página 19