============================================================
ووقع ان بعض العلماء(1) رأى فقيرا يتوضا في المدرسة السيوفية (2) وضوءا مشؤشا غير مرئب، فقال: حرام عليك! فقال: لم اتوضا إلا مرئبا، وإنما أنت أعمى، لو أبصرت لأبصرت هكذا. وأخذ بيده فأراه الكمبة والطائفين وهو بمصر(3).
قال في "روض الرياحين" : وقد سمعنا سماعا محققا ان جماعة شوهدت الكعبة تطوف بهم طوافا محققا. قال: ورأيث من شاهد ذلك من الثقات الأتقياء بل من السادات العلماء: وقال ابن عربي: كنث انا وصاحب لي بساحل البحر المحيط، فرايث رجلا وضع حصيرا في الهواء ووقف يصلي عليه، فوقفت تحته، وقلث: شفل الحبيب عن الحبيب بسره في حب من خلق الهواء وسخره العارفون عقولهم معقولة عن كل كون ترتضيه مطهره فهو لديه مكؤمون وعنده اسرازهم محفوظة ومحرره فأوجز في صلاته وقال: إنما فعلث ذلك لهذا المنكر الذي معك، وأنا الخضر. قال ابن عربي: ولم اكن اعلم ان صاحبي ينكر كرامات الأولياء، فقلت له: أكنت ثنكر ؟ قال: نعم، وما بعد العيان إلأ الإذعان(4) .
والأخبار في ذلك كثيرة، وإنما ذكرنا هنا جملة مجملة، وسيأتي بعض ذلك مفصلا في التراجم، وقدمناها ليتحرز الناظر في تضاعيف الكتاب، ويلزم الأدب، فلا ينكر فيحل به العطب، وقد قال في "الإحياء" ما خكي عن المشايخ من سماع صوت الهواتف، وفنون الكرامات خارج عن الحصر، والحكاية لا تنفع الجاحد ما لم يشاهد في نفسه، ومن أنكر الأصل، أنكر التفصيل، والدليل القاطع الذي لا يقدر أحد على جحده أمران: (1) جاء في حاشية المطبوع ما نصه : هو سيدي عمر بن الفارض في بدايته.
(2) في طبقات السبكي 342/2: المدرسة الشرفية. والمدرسة السيوفية بالقاهرة وقفها السلطان صلاح الدين على الحنفية . انظر الخطط المقريزية 196/4.
(3) انظر طبقات الشافعية الكبرى 342/2.
4) الخبر كله ليس في (ا) .
Página 18