قال عليه السلام: [ أما بعد ]: هو من ظروف الغايات يبنى على الضم إذا حذف ما أضيف إليه ونوي معناه كما في هذا الكتاب وغيره أي بعدما ذكر من الحمد وغيره، وقد قيل: إن أول من قال هذه الكلمة داود عليه السلام، وأنه المراد بقوله تعالى: { وفصل الخطاب } [ص:20]، وقيل: قس بن ساعدة، وقيل: علي عليه السلام، [ أيها الطالب للرشاد ]، وهو الاهتداء إلى سبيل الحق المبين، [ والهارب بنفسه عن هوة الإلحاد ]، شبه الإلحاد وقد عرفت معناه وهو الميل عن الحق فيما يجب من إثبات الصانع تعالى، وصفاته من كونه قادرا على كل المقدورات عالما بجميع أعيان وأحوال المعلومات حيادا بما ليس له ابتداء وليس له انتهاء بالمكان القعير المنخفض، ثم حذف المشبه به وهو المكان المنخفض، وأتى بما هو من خواصاته وهو الهوي إلى قعره فهي استعارة مكنية، والهوة: فعلة من الهوي وهو السقوط بشدة.
Página 38