فهذه مسألة حكم الصحابة قد تعجلنا الكلام فيها، وإن كان الأليق بها أن تذكر عند الكلام على مسائل الإمامة لكن لما كان المقصود شرح ألفاظ المختصر وبيان إشارات المؤلف عليه السلام بقوله: وعلى صحابته المكرمين المؤيدين، إلى حكمهم وهو العدالة والتزكية لمن استقام منهم على الحق عهده وبعده صلى الله عليه وآله وسلم، والحكم بخلاف ذلك لمن خالف الحق منهم عهده وبعده صلى الله عليه وآله وسلم لزم بسط الكلام بما ذكر، ولأنه يسمو بك أيها المطلع من الكلام لأمير المؤمنين عليه السلام في مسائل التوحيد والعدل وغيرهما من مسائل الكتاب ما فيه الاستنارة والهداية لمعرفة الحق في تلك المسائل، فحسن تقديم ما يدل على علو شأوه وارتفاع شأنه عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن قوله حجة ومعيار للحق ومدار للصدق سيما في العقائد الدينية والمسائل الأصولية التي الحق فيها مع واحد، فهو عليه السلام إمام المتكلمين، وسابق العارفين، وأول من قرر قواعد هذا العلم، وأسبق من اعتقل شوارد هذا الفن، ودخله من باب السلم صلوات الله وسلامه عليه بعد أخيه سيد المرسلين وعلى جميع آلهم الطاهرين، وحشرنا في زمرتهم وتحت لوائهم آمين.
Página 37