معنى الرب
[ فإذا قيل لك: من ربك ؟ فقل: الله ربي ]، الرب بمعنى: المالك، كما يقال رب الدار، رب الفرس، ومنه قوله تعالى: {اذكرني عند ربك} [ يوسف: 42]، أي مالك أمرك، واختلف فيه هل هو صفة ذات أو صفة فعل ؟ فقال الإمام المهدي عليه السلام وغيره: إنه صفة ذات لأنه بمعنى المالك، والمالك هو من يقدر على التصرف التام، وقادر صفة ذات فكذلك رب، وقال أبو القاسم البلخي: بل صفة فعل لأنه مأخوذ من التربية ولا يكون إلا بعد وجود المربي، قال الإمام القاسم عليه السلام: والحق أنهما أي مالك ورب صفتا ذات لا بمعنى قادر، إذ لا يدلان على معنى قادر مطابقة بل التزاما كعالم، ولا قائل بأن عالما بمعنى قادر، وليستا بصفتي فعل لثبوتهما لغة لمن لم يفعل ما وضعا له حيث يقال: فلان رب هذه الدار وإن لم يصنعها أو يزد فيها، ويقال: فلان مالك ما خلف أبوه وإن لم يحدث فعلا، فهما صفتان له تعالى باعتبار أن المملوك له تعالى فقط، وهما حقيقتان قبل وجود المملوك.
قلت: هذا صحيح إلا قوله: وهما حقيقتان قبل وجود المملوك، ففيه نظر إذ لا يتحقق الملك إلا بعد وجود المملوك، فأما قبله فليس إلا مجازا لما كان قادرا على الملك أو تنزيل ما سيقع منزلة الواقع، وما ذهب إليه البلخي هو قول المرتضى عليه السلام وغيره من العلماء والله أعلم.
Página 39