ووجه الاحتجاج بالآيتين [المذكورتين]: أن الله سبحانه سمى من كذب عليه، أو كذب بالحق والصدق في آخرهما كافرين، والمجبرة قد افترت على الله الكذب حيث زعمت أن الله سبحانه فعل المعاصي، وكذبت بالصدق، وهو قوله تعالى : {وما ربك بظلام للعبيد}[فصلت:46] وهم يقولون: بلى هو فاعل الظلم كله! -تعالى الله عن ذلك-، وكذبت بقوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة}[المائدة:73]، حيث قالت: إنه لا فعل لهم من القول وغيره، والمشبهة قد افترت على الله الكذب حيث قالت: إن الله أمرهم بعبادة جثة طويلة عريضة عميقة، وأنها هي ربهم -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- وكذبت بالصدق والحق، وهو قوله تعالى: {ليس كمثله شيء}[الشورى:11].
ومما يدل على كفر الطائفتين قوله تعالى: {قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون}[يونس:69،70]، ووجه الاحتجاج بهذه الآية تضمنه ما مر آنفا.
Página 65