El lado emocional del Islam
الجانب العاطفي من الإسلام
Géneros
سيارة مارقة لم يحسن قائدها الابتعاد عنك. إن هناك أشياء كثيرة لا يتم مراد الإنسان إلا بتوفيرها جميعا، وهذا التجميع والتنسيق لا تحكمهما مشيئة بشر، ونحن المؤمنين لا نرد ذلك إلى حظوظ عمياء بل إلى مشيئة الخالق الكبير، المهيمن على كل شيء (وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون) . من أجل ذلك كثرت الأوامر فى الكتاب والسنة بالتوكل على الله جل وعلا، لأن التوكل دلالة علم بالله وصفاته وما ينبغى له... وفيه بصيرة من العبد بالحدود التى تعمل فى نطاقها قدرته وإرادته، وبالمدى الواسع الذى تتصرف فيه الإرادة العليا والقدرة العليا. والمتوكل بهذه اليقظة الفكرية والنفسية أهل لأن يظفر برعاية الله وتوفيقه ومحبته (إن الله يحب المتوكلين) ، (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) . أى أن الله يكفى من لاذ به واعتمد عليه، وهو سبحانه يستحيل أن يفوته ما يريد، فهو بالغ أمره لا محالة، بيد أنه أدار الكون على قوانين مقدورة، وسنن معلومة (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) . ومن الجهل بالله وصفاته والجهل طريق الكفر إن لم يكنه أن يتوقع أحد الخذلان والضياع مع ارتباطه بالله!! وقد جاء فى نظم القرآن الكريم تساؤل غريب يكشف وجه الحق فى هذه القضية (أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد * ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام ) والتوكل كلمة مظلومة، إنها تعنى ركون الإنسان إلى الله فيما لا طاقة له به لأنه لا يستطيع عمله. أما ما يدخل فى حدود طاقته ويملك البت فى بدايته ونهايته فلا مكان للتوكل فيه. إذا دخل الليل وهو فى حجرته نهض إلى المصباح فأوقده، هذا عمله الذى يقوم به ولا ينتظر من السماء أن تنوب عنه فيه. 211
Página 201