El lado emocional del Islam
الجانب العاطفي من الإسلام
Géneros
التوكل شعور بهيمنة الله على الحياة، وبأن حركاتها وسكناتها محكومة بحوله وقوته لا يمكن أن تند منه أو تبعد عنه. واستقرار هذا الشعور فى القلب يجعل صلة الإنسان بربه عميقة، وركونه إليه باديا. ولكى ندرك الأساس العقلى لهذا الشعور يجب أن نلقى نظرة لا افتعال فيها على ما يدور حولنا من شئون، وعلى مسلكنا المعتاد بإزائه. إن أحدنا يخرج من بيته إلى عمله فى الصباح، وهو مالك لأمره، يعتقد أنه ليس عليه اكثر من أن يحرك قدميه إلى حيث يصل، وتلك وسائل مقدورة له. ولعل الماديين من الناس يقولون. وما دامت تلك الوسائل فى حوزته فلا معنى للتفكير فيما وراءها. ونريد نحن أن نتأمل فى هذا القول، ومدى صدقه. هل صحيح أن الوسائل الموصلة فى أيدينا؟. لننظر إلى الكيان البشرى نفسه. إن الساعة التى فى معصمك، والمنبه الذى فى بيتك لا يدوران إلا بعد أن تملأهما يوميا، فإن غفلت عن ذلك توقفت العقارب وسكت الدق. أفكذلك قلبك بين حناياك؟ إن دقاته لا تهدأ أبدا، إنه يخفق أردت أو لم ترد، إنه يواصل عمله ليلا ونهارا، وأنت نائم وأنت يقظان، فهل لك عليه من سلطان؟ فإذا خرجت من بيتك، وشاء مالك التصرف فيه أن يقفه فمن يمنعه؟. ولنفرض أنك مالك أجهزتك الظاهرة والباطنة، وأن هيمنتك عليها شاملة كاملة، فماذا تملك من ظروف الحياة الخارجية؟ إن الحركة الواسعة التى تدور فى الشارع بعيدة عن نطاق حكمك، ولو تنبه حسك أشد التنبه ما أمكنك أن تسيطر على كل شىء، ويمكن على حين غرة أن تصاب بأذى شديد من قشرة برتقالة تحت قدمك، أو من 210
Página 200