============================================================
المقالة الاولى فعجزت المعادن عن قبوله ، وبقي الاتفاق بين النبات والحيوان والانسان والمؤيد في الما مع الجسمية والجوهرية ، ثم انحدر من النما الى الحياة ، فعجز النبات عن قبوها : وبقي الاتفاق بين الحيوان والانسان والمؤيد في الحياة مع الما والجسمية والجوهرية ، ثم انحدر من الحياة الى النطق ، وجبلة العالم في استقامة احواله ، من اجل تفاوته ، كاستقامة كل شخص من اشخاص العالم من اجل تفاوته .
و مثال ذلك ان تفاوت اركان العالم اللطيف والكثيف ، لحفظ المواليد في نيلها الصور المقدسة لها ، فان طبع النار والهواء مما يلطفانه ، وطبع الماء والارض مما يكثفانه ، فلو كان العالم كله للتلطيف لم يثبت صورة شيء في سخنها ، وان كان كله للتكثيف لم يبلغ شيء الى يخته ، ولكن الطبيعة قد قسمت الفعل في الاركان بين التكائف والتلاطف ، ليمسك الكثيف ما بلغ نسخه عن التجاوز عنه ، وليبلغ الطيف الاشياء كلها . فإذا التكائف والتلاطف مع وجود التفاوت مما استقام امر العالم الجسماني به ، وهكذا شخص الانسان ، انما قام من اجل لطافة بعض اجزائه ، وكثافة بعضها ، فانه ان كان شخص الانسان كله في لطافة عينه ، او ي لطافة دماغه ، ام يمكنه البطش ، والسعي، والعمل . والصياغة. الي بها صلاحه . وان كان كله في كثافة شعره : وجلده . وعصبه ، لتعذر عليه ادراك اه ا د ا د ه دا م المحسوسات من الالوان ، والاصوات ، والطعوم . والأرائح"1 .
كات الموهمات اصل المحسوبات ، قملا يمكن كون المحوسات، الا على ما تقتضيه الموهومات ، فاذا توهمنا الناس على الاطلاق مرتفعا لم يمكنا توهم الحيوان الانسان ، وإذا توهمنا الحي على الاطلاق مرتفعا ، لم يمكنا ان نتوهم الانسان ، كذلك الانسان والحيوان لا يثبتان محسوسين الا بوجود النبات المحسوس الذي به قوامها ، والانسان المحسوس كذلك لا يثبت الأ بوجود الحيوان المحسوس الذي به قوامه ، وقد يتوهم النامي موجودا بعدم الحيوان ، والانسان والحيوان كذلك موجودا بعدم الانسان ، فإذا احس النامي مطلقا من غير حيوان، او من انسان محسوس، كان من تلك عبث الطبيعة ، اذ لم تبلغ به المقصود ، وقد بلغت الطبيعة كل شيء ال مقصود ، فإذا وجود النبات يوجب وجود الحيوان الذي وجد لينتفع به ، وكذلك
(1) في تسخة س وردت الروائع.
Página 47