============================================================
كتاب اثيات النيومات الفصل السادس من المقالة الاولى : " ي ان من اجل التفاوت استقامت امور العالمين * ان العبادات المختلفة تدل على المعاني المتفقة ، وخاصة اذا كانت العبارة من حكيم : ولما وجدنا حكيم الدين صاحب الفرقان عبر عن امر المبدع بحرفين : احدهما متحرك وهو الكاف(1 . والآخر ساكن ، وهو النون ، وبين الحركة والسكون من التفاوت من جميع الجهات ما لا يخفى على احد ، وجب ان يكون الامر الذي هو علة الاشياء المبدعة انما ظهر من المبدع لتكون منه الاشياء المختلفة المتفاوتة بحسب العبارة عنها . اعني عن العلة الاولى ، الي هي امر المبدع سبحانه ، وكان اول معلول ظهر من امر المبدع العقل الاول ، صورته انه مفيد الصور كهيثتها ، ومامية حال انبعاث المستفيد منه يما يفيده . فاستقام امر الأصلين بالافادة والاستفادة من المتفاوت ، وما به تم اصلاح العالمين ، ولما امتنع حدوث العالم في نقطة واحدة.
لامتناع ظهور الحكمة في تلك النقطة ، كان واجبا ان يكون العالم مخترعا في تلك النقطة ، لان الممتنع في الكون لا يلائم الواجب في الكون . فإذا ظهور الحكمة في نفس العالم من اجل كونه في طبائع مختلفة ، وامكنة متضادة ، لتجري الامور على مجاريها الى غايتها ونهايتها ، وهو الذي أوجب ان يكون العالم في نفسه مختلفا متفاوتا ، وجوهريتها عند الحركات المتضادة . وان كان بين هذه الأركان المستحيلة وبين هذه الدوائر المستقيمة اتفاق من جهة نهايات اقطارها ، وتناهي اجرام الامهات بعضها الى بعض ، وفي وقوع المساحة على كل واحد منها ؛ بينها اتفاق ايضا.
وكذلك بإدراك حاسة البصر وان جماعتها قد يقع الاتفاق بينها، وهكذا الاركان الاربعة.
فانه وان كانا ركنان من اركان العالم يصعدان علوا ، وركنان يهبطان سفلة21 .
فانها جميعا متفقة من جميع استحالة بعضها الى بعض . ومن جهة الشركة التي بينها.
في كون المواليد منها .
وكذلك المواليد من المعادن والنبات والحيوان والانسان والمؤيد من الناس بينهم اتفاق مع تفاوتهم ، اما الاتفاق الذي بين جماعتهم ، فانهم جميعا جواهر قائمة بذواتها ، وبينهم اتفاق في الجمانية ايضا. الى ان انحدر من الجسم الى النما.
(1) سقطت في تسخةم (2) سقطت في نسخةس.
Página 46