============================================================
كتاب اثباث النيووات من معدن غير معدن صاحبه لم يجز تسخ الشريعة وتبديلها وانما جاز للآخر ان ن سخ شريعة الماضي ويبدلها ويغيرها لانه قبل شريعته وناموسه من المعدن الذي تصل به صاحب الشريعة المنسوخة ، ولو كان صاحب الشريعة المنسوخة معدن غير معدن صاحب الشريعة الناسخة لم يكن له ان ينسخ شريعته . الا ترى الى السكون والفساد انهما في الطبيعيات موجودين ، والشيء الذي منه كان فمنه يفسد و الذي منه يفسد فنه كان كالاشخاص غير المتجزئة فانما هي في الطبيعة تفسد وهي ايضا منها تكون كذلك الشرائع الناسخة والمنسوخة ظهورها من معدن واحد وان اختلفت أوضاعها وتباينت شرائعها .
ان تفكرت في الدوائر التي جعلها الله قوالب التغييرات الكلية والجزئية وجدتها في طبيعتها واحدة وفي سيرانها وثبوتها معلومة العدد ، ثم تختلف التغييرات الكلية في العقب والازمنة والدهور فترى العامرة خربة والخربة عامرة والأعزة اذلة والأذلة اعزة .
من غير ان يكون قد زاد في القوالب شيئا او نقص عنها ذرة واحدة بل لتبلغ الاشباء موضعها ومبلغها وتننهي الاشخاص الى غايتها ، وتكمل الصيغة وتظهر الحكمة الفضيلة كذلك معدن الرسل معدن واحد ، وتختلف أوضاعهم (1 وشربعتهم فترى الحلل حراما والمحرم حلالا والمأمور منهيا والمنهي مأمورا من غير ان يكون قد حدث ي المعدن تغييرا او زوالأ ، بل لتبلغ الانفس مبلغها بظهوره او بغيبته تتحالف أوضاعهم في دور الستر الى غايته المقدرة لهم ثم يظهر دور الكشف مشرقا بنور ربه ويحاسب صاحب الكشف اصحاب الملل(2 والأديان فتتقوى بالمحاسبة النفس وتظهر فضائل الي اكتسبتها النفس من جهة الادوار الطبيعية ، فتفهم هداك الله.
تجد الخلقة محيطة بالعالمين الذين احدهما العالم الطبيعي المركب والآخر العالم الروحاني البسيط ، ثم وجدت الرسل باسرهم قد رفضوا الدنيا ولم يكترثوا وحذروا امهم من الركون اليها والطمأنينة بها ورغبوهم في الآخرة وبشروهم بها وحثوهم على المسارعة اليها والى طلبها ، علمنا ان معدن قبولهم ليس للدنيا بل هو للآخرة ، لان الانسان لا يزجر غيره عما فيه رغبة منه بعدم قبوله ، ثم وجدت الرسل باسرهم قد ادعوا معاينة ما لا يخطر على قلب البشر معاينته ، وهو مثل دعوى احدهم انه كليم الله (1) سقطت في نسخة س.
(42 سقطت في نسخة م .
Página 172