============================================================
كتاب اثبات النيوهات على هذين الجوهرين الموسومين احدهما التام بالقوة والفعل والآخر التام بقوته الناقص فعله ولم يوجد في الاشياء البسيطة هذه القسمة الآ في العقل والنفس لان العقل أبدع فازدوج بالنفس ليلهمها ويوديها والنفس لا تزدوج ما بعدها ازدواج بساطة م وجدت دعوى الانبياء صلوات الله عليهم انهم عاينوا العالم البسيط وقدروا على خاطبة الروحانيين فوجب ان يكون لهم ايضا اتصال بهذين الجوهرين اللذين صارا ركنا العالم البسيط ولم يجب من اجل اختلاف أوضاعهم ان يكون قبوهم من غير معدن واحد لما لم يجب لاختلاف الاشخاص المتجزئة والانواع الطبيعية ان يكون قبولهم الا من هذه الاركان الأربعة التي فيها بنية العالم المركب ، فإذا قبول الانبياء من معدن واحد وان اختلفت أوضاعهم .
وهكذا اللغات المختلفة بالعبارة من السندية والهندية والتركية والفارسية والزنجية والعربية مخارجها من آلات وأدوات متفقة مثل الحلق واللهات واللسان والشفتين وما اشبهها وليس يجب من اجل اختلاف اللغات ان يكون لكل لغة آلة واداة خلاف آلة اللغة الاخرى كذلك لم يجب ان يكون لكل رسول معدنا منه يقبل رسالة الخالق وان اختلفت الأوضاع وتباينت الشرائع بل لهم معدن واحد به يتصلون وعنه يوردون واليه يدعون ، وان جميع المهن والصناعات الي بعملها الانسان ويخترعها فانما هي جملتها الصنع والاشكال والصور مبائنة القصد كمهنة النجارية والحدادية والبنائبة فانها بصنعتها كلها مختلفة وأدواتها التي تم بها الصنعة غير متفقة وقصد كل واحد فيها غير قصد صاحبه ثم يستوي جملتها في السمة الي يوسم واحدة منها ، والعمل القوة التي تظهر جميع المهن (1 والصناعات واحدة وهي حركة القلب مع اختلاف صورها وأدواتها ، فلميا لم يمتنع للمهن المختلفة بالصورة والقصد ان يكون مبدأها مبدا واحد وهو حركة القلب لم يمتنع ان يكون قبول الرسل من معدن واحد وقصدهم قصد واحد وهو عبادة الخالق وان اختلفت أوضاعهم وتبائنت شرائعهم .
ولو لم يكن قبوهم من يمعدن واحد لم يجز شهادة بعضهم لبعض اذ الشهادة بعد العلم والمعرفة تثبت، فلما وجدنا الآخر منهم يشهد لمن تقدمه بالنبوهة والربسالة وصدق الدعوى علمنا ان شهادته لمن تقدمه حق لانه عاين اتصاله بالمعدن الذي اتصل به الشاهد ولو كان له ايضا معدن خلاف معدن صاحبه لم يعاينه ، واذا (1) في نسخة س وردت المهنات.
Página 168