والذي يقوى عندي أن السجود للصنم، وإهانة المصحف، وقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسبه، من الكفر الاعتقادي العملي، فإنه لا يسجد للصنم وهو يؤمن بالله، ولا يقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مصدق أنه نبي.
ألا ترى أن قريشا في صلح الحديبية لم يرضوا أن يكتب صلى الله عليه وآله وسلم(¬1) هذا ما صالح عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقالوا: (( قل محمد، فلو نعلم أنك رسول الله لما صددناك عن البيت ... )) (¬2) الحديث.
وهذا الذي فصلته الحق فاتبع
طريق الهدى إن كنت للحق تسجدي(¬3)
قد(¬4) تبين لك وجه أنه الحق وأنه رأي سلف الأمة.
واعلم أن هذا التفصيل ليس خاصا بالكفر بل ثبت انقسام النفاق إلى قسمين، وكذلك الفسق والظلم والشرك، وقد أشرنا إليه بقولنا:
وجا مثل هذا في النفاق وغيره ... من الفسق والشرك الذي كله مردي
Página 150