ولهذا أمر الله تعالى بذلك واثني على من هذه طبيعته وحلته(1) وطريقته بقوله: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}(2) وإلى ذلك أشار النبي بقوله: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله) (3) وبقوله: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله) (4) فلهذا ينبغي أن يقع الإرشاد إلى ما يصلح أن يعاشر به العباد، فهما قسمان قسم المعاشرة مع الخالق، وقسم المعاشرة مع المخلوق ذ، وإن كان يرجع إلى باب المعاشرة مع الخالق، ولكن باعتبار الانقياد له في المراد، فلنقسم ذلك ثلاثة أقسام:
Página 15