رواة غير رواة البغدادي والتنوخي فجاءت بهذه الصورة المختلفة في الألفاظ أو أنه تصرف في نقله من المصادر المتوفرة لديه. إلا أن ابن العمراني نفسه صرّح في نقله رسالة القائم بأمر الله إلى عميد الملك الكندري يخوله فيها أن يكون الوكيل في تزويج أخته أو ابنته من طغرلبك فقال بعد أن أورد قسما منها: «وبعد هذا كلام لم يحضرني الآن» . كل هذا وغيره مما يوحى أنه كان يكتب من ذاكرته وليس من نص مكتوب. وهناك أدلة أخرى تؤيد زعمنا هذا وتظهر في الأخطاء التاريخية الواردة في بعض الأخبار التي رواها ومنها:
(١) وقوع اضطراب في التسلسل التاريخي لمقتل كل من الحسين بن عليّ- رضى الله عنه- وعبيد الله بن زياد والمختار بن أبى عبيد ومصعب بن الزبير، فلو كان ينقل من مصدر مدوّن لما وقع في مثل هذا الخطأ. (انظر التعليقات رقم: ٥٠) .
(٢) اسم عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب الّذي جاء عنده «عبد العزيز» ولما كان الكازروني ينقل من الإنباء فقد وقع في الخطأ نفسه (مختصر التاريخ صفحة ١١٠) . (التعليقات رقم ٥٤، ٦٨) .
(٣) في حكاية مقتل جعفر البرمكي قال: «... ومضى وأنا معه وعبرنا الجسر حتى انتهينا إلى دار الخلافة فدخل من باب الشط ...» فإن المعروف أن جعفر البرمكي قتل بالأنبار بدير العمر وحملت جثته وصلبت على جسور بغداد.
(انظر التعليقات رقم: ١٥٤) .
(٤) وجاء في ترجمة المهدي: «وسافر المهدي إلى الجبال في سنة ثمان وستين ومائة ووصل إلى ماسبذان واستطاب المكان ... ونفذ إلى أم ولده الخيزران فاستدعاها فقدمت عليه ... فلما كان اليوم الثالث من قدومها حكى على بن يقطين قال: اليوم أكل المهدي وأكلنا معه ثم قال لي: أريد أن أنام ساعة فلا تنبهونى حتى أنتبه لنفسي ومضى ونام ونمنا فانتبهنا بصوت بكائه فجئناه وقلنا: ما أصابك يا أمير المؤمنين؟ قال: بينا أنا نائم إذ رأيت شيخا ...» . فإن ابن العمراني قد خلط بين
1 / 28