رؤيا المهدي التي رآها في قصره بالرصافة وبين موته في ماسبذان. فقد نقل رواية على ابن يقطين التي أوردها اليعقوبي والطبري والخطيب البغدادي وأجمعوا على أنها حدثت في قصره بالرصافة فربطها ابن العمراني بموته ولم يكتف بل أكّد حدوثها بماسبذان فقال: «وما لبث بعد ذلك إلا ثلاثة أيام ...» . فلو كان ينقل من نص مكتوب لما وقع في مثل هذه الأخطاء. (انظر: رقم ١٠٨ من التعليقات) .
(٥) في موت القاسم بن الرشيد قال: «ومات القاسم في حياة الرشيد»، فإن القاسم لم يمت في حياة الرشيد وإنما توفى سنة ثمان ومائتين (انظر: رقم ١٤٥ من التعليقات) .
وهناك أدلة مثل هذه تجدها في ثنايا التعليقات الملحقة بالكتاب أشرت إلى مواضعها. والظاهرة الأخرى في الكتاب هي شغف ابن العمراني الشديد في رواية ما يدور من قصص اتخذت شكلا أسطوريا عند العوام ففي روايته حوادث قتل الحسين بن على- رضى الله عنهما- أورد رواية أبى مخنف لوط بن يحيى ثم زاد عليها وعلى رواية الطبري المختصرة ولا بأس أن نورد هذه الروايات لنرى مدى التوسع الّذي طرأ على هذه القصة وغيرها:
قال الطبري في حوادث قتل الحسين: «... فأقبل به (رأس الحسين) ...
فأتى منزله فوضعه تحت إجانة في منزله ... فقالت زوجته: فو الله ما زلت انظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الإجانة ورأيت طيرا بيضا ترفرف حولها» (حوادث سنة ٦١) .
وقال أبو مخنف: «فلما جن الليل رفعوا رأس الحسين إلى جانب الصومعة فلما عسعس الليل سمع الراهب دويّا كدوىّ الرعد وتسبيحا وتقديسا واستأنس من أنوار ساطعة فأطلع الراهب رأسه من الصومعة فنظر إلى رأس الحسين وإذا هو يسطع نورا إلى عنان السماء ونظر إلى باب قد فتح من السماء والملائكة ينزلون كتائب ويقولون:
السلام عليك يا ابن بنت رسول الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، فجزع الراهب جزعا
1 / 29