(٢) جاء في كتاب الفرج بعد الشدة ١/ ١٤٨ في حكاية رؤيا المعتضد ما نصه:
«... فدنوت منه فسلمت وقلت: من أنت يا عبد الله الصالح؟ قال: أنا عليّ ابن أبى طالب. فقلت: يا أمير المؤمنين ادع لي. قال: إن هذا الأمر صائر إليك فاعتضد باللَّه ﵎ واحفظني في ولدى ... فقلت لغلام كان معى في الحبس لم يكن معى غيره من غلماني: إذا أصبحت فامض وابتع لي فصّا واكتب عليه: أحمد المعتضد باللَّه. قال: ثم أخذت أقطع ضيق صدري في الحبس بتصفح أحوال الدنيا وإعمال فكرى في عمارة الخراب ووجه فتح المنغلق فيها وتعيين العمال للنواحى والأمراء للبلدان ثم أخذت رقعة وكتبت فيها بدرا الحاجب وعبيد الله بن سليمان الوزير وفلان أمير البلد الفلاني.
وجاء في كتاب الإنباء ورقة ٦٣ أما نصه:
«... رأيت في منامي وأنا محبوس أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب- ﵇ يقول لي: أمر الخلافة يصل إليك فاعتضد باللَّه وأكرم أولادي. قال: فانتبهت ودعوت الخادم الّذي كان يخدمني في الحبس وأعطيته فص خاتم كان في يدي لأنقش عليه: المعتضد باللَّه أمير المؤمنين، فقال لي: يا سيدي هذه مخاطرة بالنفس من أبيك وعمك، أين نحن من الخلافة؟ وأين الخلافة منا؟ وإنما غاية مأمولنا أن نتخلص من هذا الحبس ونشم الهواء وتسلم لنا نفوسنا. فقلت له: لا تهذ وامض وافعل ما آمرك به فإن أمير المؤمنين عليّا ولّانى الخلافة وهو لقّبنى المعتضد. فمضى وعاد إليّ بعد ساعة والفص معه وعليه مكتوب «المعتضد باللَّه أمير المؤمنين» بأوضح خط وأبينه.
فقلت له: اطلب لي دواة وكاغدا فجاءني بهما فجعلت أقسم الدنيا وأرتب الأعمال وأولى العمال والولاة وأصحاب الدواوين ...» .
هذه بعض الأمثلة وأمثالها كثير، ونحن بعد هذا كله بين أمرين، إما أن ابن العمراني كان يكتب من ذاكرته وأنه كان يحفظ تواريخ بكاملها، وإنه حين كتب كتابه هذا لم تتيسر له المصادر لينقل منها إلى كتابه أو أنه أخذ هذه الروايات من
1 / 27