============================================================
(50) الله يستهزئ بهم فهو اخبار عن الله تعالى وهو في الحقيقة جواب لسؤال بمقدر لانه تعالى لما أخبر عنهم بانهم قالواكيت وكيت شوق السامعين الى العطلم مصير امرهم فكا نه قيل فما ذا يفعل الله بهم فقال الله يسهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون قال عبدالقاهر واذا استقريت وجدت هذا الذي ذكرت لك من تيزيلهم الكلام اذاجاء بعقب مايقتضى سؤالا منزلته اذا صرح بذلك السؤان كثيرافمن لطيف ذلك قوله زعم العواذل آنني في غمرة * صدقوا ولكن غمرتي لاتجلي ال لما حكي عن العواذل قولهم انه فى غمرة وكان ذلك مما يحرك السامع على ان يساله فما جوابك عن ذلك آخرج الكلام مخرجه اذا كان قد قبل فقال اقول صدقوا أنا كما قالوا ولكن لامطمع لهم في فلاحي ولو قال وصدقوا لكان لم يضع نفسه فى انه مسئول وأمثال ذلك كثيرة واذاكان كذلك فلا حاجة الى العاطف بخلاف قوله يخادعون الله وهو خادعهم ومكروا ومكر الله فان كل ال احد من الجملتين خبر عن الله تعالى (ومما يجب) ذكره ههنا الجملة اذا وقعت حالا فانها تجئ مع الواو تارة وبدونها آخرى فنقول الجملة اذا وقعت حالا فلا بد ان تكون خبرية تحتمل الصدق والكذب وهو على قسمين (الاول) وله احوال الاولى ان يجمع لها بين الواو وضمير صاحب الحال كقولك جاء زيد ومعه غلامه ولقيت زيدا وفرسه سابقه وهذه الواو تسمى واو الحال الثانية آن تجئ بالضمير من غير واو كقولك كلمته فوه الى في وهو في معنى مشافها والرابط الضمير قال الشاعر فلولاجنان الليل ماآب عابر. * الى جعفر سرباله لم يمزق فلو قلت كلمته الى فى فوه ولقيته عليه جبة وشي لم يكن من باب وقوع الجملة حالا لانه يمكننا ان نوقع فوه وحجبته بالحجار والمجرور فيرجع الكلام الى وقوع المفرد حالا والتقدير كلمته كائنا الى في فوه ولقيته مستقرة عليه جبة وشي وعليه قول بشار اذا نكرتني بلدة او نكرتها غدوت مع البازي على سواد ه د
Página 50