-رحمه الله تعالى- على سقوط الجمعة عن المسافر بما روي أن النبي - عليه السلام - «صلى الظهر والعصر بعرفة صلاة المسافر وهو يوم جمعة» (¬1) ، وبما روي «أن عليا صلى بأهل مكة يوم الجمعة ركعتين فقال: أتموا صلاتكم» (¬2) .
وقد سبقه إلى هذا الاستدلال ابن بركة (¬3) وتبعهما عليه صاحب الإيضاح (¬4) ، لكن زاد ابن بركة أن عمر بن الخطاب فعل ذلك بمكة أيضا (¬5) .
¬__________
(¬1) - ... قال ابن حجر:
... قوله [أي الرافعي] إنه - صلى الله عليه وسلم - «لم يجمع يوم عرفة»، أما كون ذلك اليوم كان يوم جمعة فثابث في الصحيحين [لم أجده فيهما وربما هو بالإشارة لا بالتصريح] وأما كونه لم يجمع فيه فأخذوه من حديث جابر الطويل في صفة الحج عند مسلم؛ ففيه: «ثم أذن بلال فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر...». العسقلاني: تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، 02/70.
... وفي سيرة ابن كثير ما يدل أن يوم عرفة في حجة الوداع كان يوم جمعة، حيث قال:
... «...فلما أصبح يوم الخميس صلى بالأبطح الصبح من يومئذ وهو يوم التروية...»، ويوم التروية هو الثامن من ذي الحجة، ويوم عرفة هو التاسع منه. ابن كثير: السيرة النبوية، 04/337.
(¬2) - ... لم أهتد إليه في كتب الحديث والتاريخ.
(¬3) - ... السليمي: الجامع، 01/570-571.
(¬4) - ... الشماخي: الإيضاح، 01/599.
(¬5) - ... عن عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب: كان إذا قدم مكة صلى بهم ركعتين ثم يقول «يا أهل مكة اتموا صلاتكم فإنا قوم سفر». الأصبحي: الموطأ، كتاب النداء للصلاة، رقم315. كتاب الحج، رقم801، 802.
Página 59