وكذلك ما في الأرض أوهى(يابني): وأضعف مما في السماء السفلاء، وما في السماء من نجومها وملائكتها أقوى وأبقى بتبقية الله مما في الأرض السفلاء من الإنسان وغير الإنسان، قال الله تبارك وتعالى وهو يصف ضعف الإنسان وبدء خلقه، ثم قوته في أوسط عمره، ورجوعه إلى الضعف والبلاء في آخر مدته وأيامه {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء} [الروم: 54] فسبحان خالق الأرض والسماء، الذي ليس لغيره دوام ولا بقاء، كل ما سواه فإلى زوال وفناء، هو معمر المعمرين، ومفني من مات وهلك من الميتين، لا تجري عليه سبحانه مدد الأزمنة والدهور، وهو مدبر الخلق والأمور، وإليه المنقلب والمعاد والمصير.
Página 24