والزمان: فهو عدد حركات جري الشمس والقمر والفلك، وهذا العدد وقته حساب القمر الذي وقته الله للإنسان وغير الإنسان، قال الله سبحانه: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير} [فاطر: 11].
والكتاب هاهنا فهو: العلم من الله بما يعطي خلقه ويهب لهم من الأعمار، فيكون معلوما عنده علما لا يتغير.
فشبهه الكتاب يثبت ثبات ما لا زيادة فيه ولا نقصان، كثبات ما رقم بالخط من الحساب، تمثيلا من الله سبحانه لبيان علمه بما كتب، فهو في اللسان العربي لا يحتمل غلطا ولا زيادة ولا نقصانا بعد تصحيحه ورقمه، ولا يتوهم من يعقل أن الكتاب هاهنا خط من الخطوط، بل هو الأمر الثابت في علم الله وحكمته، وقال تعالى: {الشمس والقمر بحسبان} [الرحمن:5]يريد بالحسبان: الحساب، فليس شيء مما خلق الله تبارك وتعالى في الأرض ولا في السماء إلا وهو يجري عليه الزمان من الإنسان وغير الإنسان، غير أن السماوات من المخلوقات هي أبعد في الضعف والبلاء والآفات، لأن السماء أكرم بنية من الأرض، وهكذا فضل الله بعض الخلق على بعض.
Página 23