انتهز فرصة وجودها بدكانه لشراء حوائجها، مشجعا بدلالها ومرحها، فسألها: ماذا ترين يا محاسن إذا طلبك رجل على سنة الله ورسوله؟
فرمقته باهتمام، اهتمام غطته بنظرة ساخرة وضاءة، وتساءلت: أيوجد مثل هذا المجنون؟ - أجل، إنسان من لحم ودم، ومستور برعاية الله.
وتبادلا النظر مليا في رضا وسلام، ثم غلبها المرح فتساءلت: أله لحية مثل فروة الخروف؟ - هو ذلك. - وماذا أفعل بلحيته؟
فقال ضاحكا: لحية مستأنسة ولا ضرر منها على الإطلاق.
نم وجهها على الرضا، ولكنها ذهبت دون أن تنبس.
ومضى يتذكر مهلبية بأسى عميق.
26
أعلنت الخطبة، وبعد أشهر تم الزفاف.
رغم أن العروسين كانا بلا أهل فقد اكتظ الفرح بالمدعوين من الجيران والزبائن. أنفق بدر الصعيدي عن سعة. جالت زفته بالحي في حمى الفتوة فمرت بسلام.
وجهزت شقة مكونة من حجرة وصالة، حجرة للنوم وصالة للجلوس والمائدة، وأسهمت محاسن وأمها في الجهاز بما يرفع الرأس.
Página desconocida