وسعد سماحة بعروسه ولكن تنغص صفوه بعض الشيء بإقامة حماته معهما، واحتلالها الصالة ليل نهار. كانت عجوزا ضريرة، تشهد قسماتها العتيقة بجمال دابر، وكانت وقحة سليطة اللسان، قدت كلماتها من رصاص، فلم تعرف المجاملة حتى في شهر العسل والمجاملات. ولكن الحب اكتسح كل شيء في فصله الوردي.
27
تفرغت محاسن للبيت. أحبت زوجها. اكتشفت أنه ميسور الحال أكثر مما يعلن، وأنه في الداخل أجمل منه في الطريق.
قالت له مرة: لو حلقت لحيتك لكنت من أحسن الناس صورة.
فقال متهربا: إنها سر نجاحي في الحياة.
وإذا بحماته تبغته قائلة وهي تقهقه بصوت داعر: استعمليها بدل المقشة!
ولم يكن يستخف لها ظلا ولا يغفر لها ماضيا، فحنق عيها وقال بحدة: أوافق بشرط أن نكنسك بها!
فاشتعلت العجوز بالغضب وهتفت: احترسي من هذا الرجل فإن قلبه أسود!
رماها بنظرة حاقدة وعدها ضمن سوءات الحظ التي تطارده.
28
Página desconocida