وأما قوله صلى الله عليه: ((بين كريمتين)) فهما شاتان أو
ناقتان يريد معتزلا في بعض الجبال مستغنيا بهما وبما قد أجرى الله فيهما من رزقه، وفي ذلك ما يقول صلى الله عليه: ((إذا كان المطر قيظا، والولد غيظا، وفاض اللئام فيضا، وغاض الكرام غيضا، فأعنز عفر في جبل وعر خير من ملك بني النضر))(1)، والأعنز فهي شياه من الغنم.
[معنى حديث: إن من أشراط الساعة أن ترى رعاء الغنم رؤساء الناس]
وسألت: عن الحديث الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال: ((إن من أشراط الساعة أن ترى رعاء الغنم رؤساء الناس، وأن يرى العراة الجوع يتبارون في البنيان، وأن تلد الأمة ربها وربتها))(2).
قال محمد بن يحيى عليه السلام: هذا حديث لسنا نعرفه عن النبي
صلى الله عليه، فأما رعاء الغنم فقد رأيناهم في دهرنا هذا رؤساء يعرفون وينهون ويستشارون ويحتاج إليهم فإلى الله في ذلك وغيره المفزع والمشتكى وهو غاية الطلب والرجاء.
Página 68