قال محمد بن يحيى عليه السلام: ليس هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه بصحيح؛ لأنه حديث مدخول ليس بحق وإنما هذا من بعض العوام الجهال، وقد سمعنا بذلك منهم، والموت فإنما هو اسم لخروج النفس وذهاب الحركة ومن قال بذبح الموت فقد جهل، ولو كان في الآخرة شيء يقع عليه فناء وموت لكان في الآخرة فناء وليس فيها فناء لشيء من الأشياء، ويجب أيضا أن يكون للموت المذبوح موت يقبض روحه كما كان هذا موت الآدميين فذبح فكذلك يذبح وإلا لم يؤمن منه أن يتلف كما أتلف الموت، وإذا ذبح موت الموت احتاج أن يذبح موت موته وهذا قول لا يقول به إلا جاهل ردي التمييز، ولكن الله سبحانه قد أخبرنا بالبقاء في الآخرة فقال: {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى}[الدخان:56].
وأما الحديث الذي [567] روي في الذباب فليس عندنا بصحيح، قال:
{خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض}[هود:107]، فتلك دار بقاء لا محل فناء.
[معنى حديث أنه كان (ص) إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر وتغير]
وسألت: عما روي عن رسول الله صلى الله عليه أنه كان إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر وتغير، فقلت: ما معنى ذلك؟
قال محمد بن يحيى عليه السلام: ذلك منه صلى الله عليه هيبة لله
سبحانه وإعظام وخوف فلا يدري ما ينزل من السحاب ولا ما يكون فيها من أمر الله حتى إذا مطرت بالغيث علم أنها رحمة فاطمأن لذلك وسر به، فهذا كان معناه به فيه صلى الله عليه.
[معنى حديث يا رسول الله إني أعمل العمل أسره فإذا اطلع عليه الناس سرني]
وسألت: عما روي أن رجلا أتى إلى رسول الله صلى الله عليه فقال له: يا رسول الله إني أعمل العمل أسره فإذا اطلع عليه الناس سرني، فقال: ((لك أجران، أجر السر وأجر العلانية))(1)، فقلت: ما معنى ذلك؟
Página 63