قال محمد بن يحيى عليه السلام: إن كنت أردت يتحجرون أن العفو
لأقربهم فإذا عفى حجر عن(1) القاتل فذلك جائز أن يهب بعضهم دون بعض وأيهم وهب فقد حجر بهبته عن القاتل القتل فإن كان معنا يتحجروا أيضا أن الأولياء إذا وهب أحدهم حجر الآخرين عن قتل القاتل فإن كان التحجر الذي في الحديث هو هذا فعلى ما ذكرنا يخرج وليس عندنا في العربية هكذا يتحجروا وإنما هو يحجروا؛ لأن التحجر من الحجر والحجر يخرج بالحاء والراء والتحجز بالجيم والزاي وهو أصوب في هذا المعنى وأقوم في اللغة.
[معنى حديث: ((الإيمان يمان والحكمة يمانية))]
وسألت: عن قول رسول الله صلى الله عليه: ((الإيمان يمان والحكمة يمانية))(2).
قال محمد بن يحيى عليه السلام: قد يقال إنه صلى الله عليه لما أن كان من مكة مبعثه وفيها مولده ومكة من تهامة وتهامة من اليمن قال صلى الله عليه: ((الإيمان يمان)) لما [561] أن كان الإيمان نزل عليه السلام والإسلام بمكة.
وقد يروى عنه صلى الله عليه أنه قال: ((سيظهر رجل من أهل بيتي باليمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا))(3) فلهذا المعنى الذي ذكرنا أولا، ولما ذكر صلى الله عليه آخرا سمى الإيمان يمانيا لما أن كان الإيمان يأتي به الآتي من اليمن وقد كان لهم في عهد رسول الله صلى الله عليه فضيلة بإسلامهم طوعا لا كرها.
وأما الحكمة فلست أعرفها عنه إلا أن يكون إن كان الحديث فيها
صحيحا حكمته صلى الله عليه والحكمة التي جاءت بالحق من الله سبحانه في كتابه.
Página 55