En la Filosofía de la Crítica
في فلسفة النقد
Géneros
والتكرار العددي محدود في قدرته على تداعي الأفكار؛ إذ ما يستدعيه عضو هو نفسه ما يستدعيه عضو آخر، وما هكذا الكثرة المنوعة الأفراد؛ ومن ثم تكون الخصوبة والغنى.
وأعتقد أن التزام الشعر العربي قافية واحدة مكررة في القصيدة يفقده شيئا من جمال تكسبه القصيدة لو تنوعت قوافيها.
والجمال الزخرفي المكون من تكرار الوحدات أقل من جمال الطبيعة المنوعة المحتوى.
تحليل الذوق الفني
1
الذوق حاسة من الحواس الخمس الظاهرة: البصر، والسمع، واللمس، والذوق، والشم. وعضو الذوق هو اللسان، كما أن عضو البصر هو العين، وعضو السمع هو الأذن، وعضو الشم هو الأنف، وعضو اللمس هو سطح الجلد كله؛ حتى لنستطيع أن نقول إن الحاسة الأولى في مراحل التطور البيولوجي هي اللمس، حين كانت الأميبا تحس محيطها باللمس وحده، ثم حدث على مر الزمن تخصص في أجزاء الجلد المختلفة، أدى إلى أن تختص أجزاء معينة ب «لمس» أجسام معينة دون سواها؛ فالعين «تلمس» الضوء، والأذن «تلمس» الصوت، والأنف «يلمس» الرائحة، واللسان «يلمس» الطعم، وبقية سطح الجلد «تلمس» ما بقي بعد ذلك من ملموسات، كالنعومة والخشونة.
لكننا نلاحظ أن شعوب الأرض جميعا، على اختلاف لغاتها، قد اختارت حاسة «الذوق» دون سائر الحواس الأخرى لترمز بها إلى نوع المعرفة التي يحصلها الإنسان بالاتصال المباشر بالشيء المعروف، وحين تكون تلك المعرفة المباشرة ممتزجة بالميل والرغبة؛ وعلى هذا الأساس جاز لنا أن نقول إن للعين «ذوقا» تفاضل به بين الألوان المرئية، وإن للأذن «ذوقا» تقوم به الأصوات المسموعة، وهلم جرا؛ وترانا نتهم الناس في «أذواقهم» حين لا يحسنون الاختيار، أو حين لا يصدقون الحكم في شتى ضروب المحسوسات الأخرى، فلماذا ننيب حاسة «الذوق» عن سائر الحواس الأخرى؟ ما الذي يميز حاسة الذوق دون بقية الحواس؛ مما يكسبها هذه القوة التعبيرية التي تعبر بها عن مجالها الخاص أصالة، وعن بقية المجالات نيابة ومجازا؟
إن أول ما نلاحظه في هذا الصدد هو أن ثلاث حواس من الخمس تحس الشيء المحسوس وهو على مبعدة منها، وهي حواس البصر والسمع والشم، فأنت ترى الشيء، أو تسمع الصوت، أو تشم الرائحة ، دون ما حاجة إلى مس المصدر الخارجي مسا مباشرا، بل إنه في حالتي السمع والشم قد لا يكون ذلك المصدر ظاهرا. وتبقى حاستان، هما اللمس والذوق، لا تعملان عملهما إلا إذا مستا المصدر الخارجي مسا مباشرا (لاحظ المعنى الحرفي لكلمة «يباشر»، وهو أن تمس البشرة البشرة في الشيئين اللذين يتماسان).
لكننا نعود فنجد فرقا هاما بين هاتين الحاستين المباشرتين، اللمس والذوق؛ وذلك أن التنبيه اللمسي آلي، على حين أن التنبيه الذوقي كيموي؛ وأعني بهذا أن التنبيه في الحالة الأولى لا يتطلب أكثر من وجود المنبه على سطح الجلد، وأما التنبيه في حالة الذوق فيتطلب إذابة المذوقات وتفاعلها بالمواد الموجودة في الحلمات التي تكسو الغشاء اللساني؛ أي إن التنبيه الذوقي يتطلب من الفاعلية العضوية في الجسم المدرك أكثر مما يتطلبه التنبيه اللمسي.
وللذوق صلته الوثيقة بالتغذية - التي هي العماد الأول لبقاء الحياة - إذ هو بمثابة الحارس الذي يقف عند مدخل القناة الهضمية، يميز بين الأجسام الداخلة تمييزا يمكنه من قبول المفيد منها ورفض الضار المميت.
Página desconocida