الأئمة. ولما أمر ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، بنت عمه بالاشتراط، قالت: فكيف أقول؟ قال: قولي: "لبيك اللهم لبيك، ومحلي من الأرض حيث تحبسني" رواه أهل السنن، وصححه الترمذي.
والتجرد من اللباس، واجب في الإحرام، وليس شرطا فيه فلو أحرم وعليه ثيابه، صح باتفاق أهل العلم، وعليه أن ينزع اللباس المحظور، وله أن يلتحف بالقباء، والجبة، والقميص، ويتغطى بذلك عرضًا باتفاق الأئمة، ويلبسه مقلوبًا يجعل أسفله أعلاه، ويتغطى باللحاف وغيره، لكن لا يغطي رأسه إلا لحاجة ... إلى أن قال: وعليه أن يفتدي بصيام، أو بنسك، أو إطعام ستة مساكين، وإن أطعمهم خبزا، جاز، ويكون رطلين بالعراقي، وينبغي أن يكون مأدوما. وإن أطعمه مما يؤكل كالقسماط، والرقاق، ونحو ذلك جاز، وهو أفضل من أن يعطيه قمحًا أو شعيرًا. وكذلك في سائر الكفارات، إذا أعطاه ما يقتات به مع أدمه، فهذا أفضل من أن يعطيه حبًا مجردًا، إن لم تكن عادتهم أن يطحنوا بأيديهم. وكذلك نفقة الزوجة، والراجح أن المرجع في ذلك إلى العرف، فيطعم كل قوم مما يطعمون أهليهم.
والتلبية: هي إجابة دعوة الله لخلقه حين دعاهم إلى حج بيته على لسان خليله. والملبي: هو المستسلم المنقاد لغيره، كما ينقاد الذي لبب وأخذ بلبته، والمعنى إنا مجيبون لدعوتك، مستسلمون لحكمك، مطيعون لأمرك مرة بعد مرة دائما، لا نزال على ذلك.
والتلبية شعار الحج، فأفضل الحج العج والثج، والعج: رفع الصوت بالتلبية. والثج: إراقة دم الهدي. ولهذا يستحب رفع الصوت بها للرجل بحيث لا يجهد نفسه. وقد روي: "من لبى حتى تغرب الشمس فقد أمسى مغفورًا له".
وحرم المدينة: ما بين لابتيها. واللابة: هي الحرة، وهي الأرض
1 / 67