ثم أنا نعرف السائل بما عرفه الناس، وظهر للعام والخاص، بأن قمنا دعونا ومعنا من المسلمين طائفة عظيمة، وأمة كثيرة من العلماء والعباد، والأمناء والزهاد، وأهل الورع الشحيح، والدين الصليب الصحيح، ومنهم الأمراء الكبراء، والرؤساء ممن تاب وأناب، فامتثل وأطاع، وأعطى من نفسه العهود الغليظة والمواثيق الأكيدة، أنه سامع مطيع، مجاهد مجتهد ، ناصح أمين، إن أمر أقدم، وإن نهي أحجم، ومثل ذلك كاف وواف شاف، ومظهر للحجة علينا موجب للجهاد وللمناصبة لدينا، ونحن مكلفون بما عندنا وظننا، لا بما عند السائل وظنه، ونكث من نكث وخذل من خذل لا يقدح علينا كما لا يقدح على سيد البرية، وعلي عليه السلام والحسن، والحسين". وغيرهم من الأئمة، فقد ارتد في وقت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونكث بعلي عليه السلام يوم التحكيم طوائف كثيرة، ونكث أهل الكوفة بالحسين عليه السلام وهم جم غفير، وعدد كثير من ارتد ونكث بعلي عليه السلام ولم يقدح ذلك في إمامتهم، وذلك ظاهر لا يلتبس إلا [على] من غلب على قلبه الرين، واستحوذ عليه الشيطان، والشريعة المطهرة لم ترد بأن من طلب للجهاد يجب أن يختبر سنه، ولم يقل أحد من العلماء، ومن قال به فقد تعنت وتحكم.
Página 63