قال عليه السلام : والجواب: أن قول السائل:أن من شرط الإمام أن يكون معه طائفة، كلام محتمل يحمل وجوها ولا يدرى ما مقصده، وإن أراد بقوله من شرط الإمام أن يكون معه طائفة، أن ذلك شرط في كون الإمام إماما فهذا كلام غير صحيح ولا قال به قائل، بدليل أن عليا عليه السلام إماما من قبل حضور الحاضر ووجود الناصر، وإن أراد أن ذلك شرط في جواز محاربة الإمام ومناصبة البغاة فذلك على رأي الإمام ونظره، وما تبين له من المصالح ولا اعتراض عليه في ذلك، وأنظار الأئمة وأراؤهم تختلف، وكل منهم مصيب، وإن أراد السائل أن ذلك شرط في وجوب المحاربة والمناصبة على الإمام، فنعم أن الحرب يتحتم عند وجود الناصر وعليه قوله عليه السلام : (ووجوب الحجة بوجود الناصر)، وهذا حال أئمة الهدى من علي عليه السلام إلى الآن؛ أن القائم منهم والداعي يقوم ويدعو إلى الله تعالى بطائفة وبغير طائفة، فإن وجد أعوانا حارب وناصب، وإن لم يجد وقف على حاله داعيا إلى الله تعالى وهاديا إلى سبيل الله ينتظر الفرج من عند الله تعالى، هذا حال الأئمة" فمنهم من حارب وناصر واستفتح البلدان، ومنهم من غلب وقهر وحبس وقتل، ومنهم من هرب بنفسه ممن بغى عليه من بلد إلى بلد، ومن قوم إلى قوم، ولم يعترضهم أحد من علماء الأمة، بل ينالون [ممن] (1) نالهم ويعترفون بفضلهم وإمامتهم، ولم يقل أحد من العلماء المهذبين لا طائفة معكم ولا قوة لكم، ولا يلزمنا اتباعكم، إذ لو قال بذلك لقيل له: كن أنت من الطائفة والأنصار للحق، وأنت مخاطب بقوله تعالى:? ياقومنا أجيبوا داعي الله?[الأحقاف: 31]، وقوله تعالى:? ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض?[الأحقاف: 32]، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في النار» (2).
Página 62