هذا ولو ألفينا مساويا لنا أو أوفى وأكمل، ووجدنا ضالعا مثلنا أو أضلع وأحمل، يقوم بأمر الله، ويتولى من هذه الكلفة قارها، لقصدناه ولوليناه حارها، ولكن جعل أمر الله كالشيء الملقى فتلقينا بإلجا، ومشينا إليه بوجا، غيرة على الدين وحمية، وحماة له من بغات البرية، ولعل نبلغ منه قصارى الأمنية لا جرم وإن كان فيه سبب المنية، قال تعالى: ?لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله? [آل عمران: 169]، ونحن على تلك العزيمة والنية باقون، ولمتأهل أهل لما حملناه راجون، ولكافة الإخوان والخلان بذلك واعدون، ولله سبحانه وتعالى وكفى به مشهدون، قال عليه السلام شعرا:
وإنا على تلك العزيمة والرجا
إليه ومنها نغتدي ونروح
فأرجاء هذا الأمر واسعة المدى
جواد الرجا والعزم فيه سبوح
فإن نلق بيتا جامعا لخلالها
له في نواحي المكرمات طموح
فذاك الذي نهوى ونلقى زمامها
إليه وإني بالزمام سموح
ونلقى إليه الأمر طوعا ورغبة
وإني إلى إلقائه لجنوح
فإن لم نجد ندبا لزمت زمامها
وإني لكل العالمين نصوح
وجاهدت في الله المهيمن رغبة
وإن سكنت قلبي السليم قروح
وأشكو إلى الله الزمان وأهله
إليه بسري فالشكاء أبوح
واسأله فتحا مبينا ونصرة
فلله نصر ظاهر وفتوح
ونسأله حفظا ورعيا وعصمة
وإن كان في وجه الزمان كدوح(1)
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
وأما السؤالات والجوابات فله عليه السلام هنا (الجوابات الكاشفة للإلتباس على من شك في السيرة من الناس) وهي:
الحمد لله الذي جعل العلم لأديان العارفين حياة، ولأبدان المتمسكين به والعاملين نجاة، وإلى جنان الخلد والفوز ذريعة ومرقاة، ولذلك وجب على كل طائفة من كل فرقة التنفير ليتفقهوا في الدين، ويتبصروا معالم الإيمان، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم بالأدلة والبراهين.
Página 58