اللهم إنا نسألك وزراء مؤمنين، وجلساء علماء صالحين، وأمراء حلماء ناصحين، وعمالا نرضى أعمالهم، ورعية تقبل أفعالهم وأقوالهم، اللهم إجابة منك دائمة، وعصمة من لديك مانعة عاصمة، وإعانة من فضلك لازمة باقية، يا إله العالمين يا أرحم الراحمين.
ثم إنا مطالبون من بلغته دعوتنا، وسمع نداءنا، وعلم قيامنا، بتسليم الحقوق الواجبة في الأموال؛الزكاة والأخماس وبيت المال، وذلك لقيامنا مقام جدنا صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث تجردنا للأمر بالمعروف الأكبر، والنهي عن الفحشاء والمنكر، وانتصبنا لنصرة الدين ومباينة الظالمين، وسد الثغور، ورفع المظالم، وإجراء الأحكام على سننها، فمن هنالك ثبتت لنا الولاية، ووجبت لنا الموالاة، ولزم كل أحد ممن دعونا طاعتنا، ونصرتنا، وامتثال أمرنا. وبالله العظيم ما أسرعنا إلى هذا الأمر ولا سبقنا إليه ولكن حملنا عليه، والحامل على ذلك هو الدلائل الواضحة، والآيات المبينة الراجحة، وإطباق المؤمنين، وقطعهم بالوجوب علينا، ورميهم لنا عند الإخلال بالضلال والإضلال، ثم قد أذنا لأهل الأموال التي فيها الحقوق الواجبة بتسيلمها إلينا، وصرف ربع ذلك إلى ذي الفاقة الفقراء، من الأيتام، والأرامل، والضعفاء، والمساكين، وابن السبيل، والسائلين من المسلمين ?قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين? [يوسف:108] .
Página 48