وإن وفيتم وفينا فيما وعدنا، وزدنا ثم زدنا ثم زدنا، وذلك كما أوجبه الله تعالى علينا ولنا، وأمرنا به الجميع وألزمنا، فهلموا رحمكم الله لنشد من الدين أعضاده ونبني أركانه، ونعمر (1) مناره، ونشيد بنيانه، ونعظم شأنه، ونعلي مكانه، ونقطع أطناب الضلال، ونهد أوتاده ونهد أركانه، ونفت أعضاده ونخرب بنيانه، ويلبس أطواده، ونعصم أعضاده، ونمزق أجناده، قال تعالى: ? وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ? [البقرة/193] وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «من أهان صاحب بدعة أمنه الله تعالى يوم الروع الأكبر»(2).
اللهم إنا دعوناهم إلى طاعتك، ونصرة دينك، والجهاد في سبيلك، والتعاون على أعدائك، ومظاهرة أوليائك، اللهم اشهد وكفى بك شهيدا بأنا بلغنا ما ألزمتنا، وامتثلنا إذ أمرتنا، وتجردنا لما أردت منا، اللهم إنا دعونا عبادك إلى الجهاد دعاء لازما، وألزمناهم بالإسراع إلينا إلزاما جازما، اللهم خذ بأزمتهم إلى الحق أفواجا، واجعل الحق لنا وبنا سراجا.
ثم إن أحب الناس إلينا، وأرفعهم لدينا، وأقربهم منا وأرغبهم فينا مرادا من إذا غفلنا ذكرنا، وإذا هممنا حذرنا، وإذا خلونا وعظنا، وإذا نصحنا خوفنا، وإذا جهلنا عرفنا.
Página 47