ثم إن هذه دعوتنا للناس إلى الله داعية، بالرشاد والسداد للعباد ساعية، للفساد والعناد في البلاد ناعية، وللرعية في رياض الصلاح والفلاح راعية، فأجيبوا رحمكم الله داعي الله مسرعين، وبادروا إلى إجابة الله مهرعين، وهلموا ألموا براية الحق طائعين ناصرين، وقوموا لله مع إمامكم مجاهدين مناصرين، وفيما عند الله ولديه طائعين راغبين، ولأمر الله وفرضه عليكم ممتثلين مؤدين، فإن الحجة قد لزمتكم لقيام الدليل، والحجة قد وضحت لكم وأضاءت سواء السبيل، قال الله تعالى: ?ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم? [الأحقاف:31]، وقال تعالى: ?(ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء? [الأحقاف:32] ، وقال تعالى: ?وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم?[[النساء:59] ، وقال تعالى: (?ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ، ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله ? [الصف 10 14]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «من سمع داعيتنا أهل البيت ولم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»، وإياكم إياكم أن تقولوا: ?اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون?، فامتثلوا رحمكم الله أمر الإله اللازم، أسرعوا أصلحكم الله إلى إجابة الإمام القائم.
واعلموا رحمكم الله: أن لكم علينا خلالا ما وفيتم بخصال:
لكم علينا المودة والموالاة في الله تعالى ما أقمتم على طاعة الله تعالى، ولكم المواساة في مال الله تعالى ما جاهدتم في سبيل الله تعالى، ولكم علينا الحياطة في دينكم ودنياكم ما عرفنا نصيحتكم وامتثالكم، ولكم علينا الصيانة والإنصاف والإحترام ما وفيتم بالحقوق الواجبة عليكم في الإسلام، ولكم علينا المدافعة والممانعة عنكم ما علمنا السريرة الصالحة منكم، ولكم علينا الوقاية بأرواحنا، والحماية لكم بحسب استطاعتنا، والإيثار على أنفسنا فيما ساغ لكم ولنا، ما امتثلتم لأمرنا، وانسبكتم في قالب طاعتنا، وانخرطتم في سلك نظام نصرتنا، وتقلدتم قلائد رأفتنا، وعددتم في جماعتنا وجمعتنا، وتحليتم بحلى مودتنا ونصيحتنا.
Página 46