قَالَ ابْن عَبَّاس وَغَيره من السّلف مَا بعث الله نَبيا إِلَّا أَخذ عَلَيْهِ الْمِيثَاق لَئِن بعث مُحَمَّد وَهُوَ حَيّ ليُؤْمِنن بِهِ ولينصرنه وَأمره أَن يَأْخُذ الْمِيثَاق على أمته لَئِن بعث مُحَمَّد وهم أَحيَاء ليُؤْمِنن بِهِ ولينصرنه وَالْآيَة تدل على مَا قَالُوا فَإِن قَوْله تَعَالَى ﴿وَإِذا أَخذ الله مِيثَاق النَّبِيين﴾ يتَنَاوَل جَمِيع النَّبِيين ﴿لما آتيتكم من كتاب وَحِكْمَة ثمَّ جَاءَكُم رَسُول مُصدق لما مَعكُمْ لتؤمنن بِهِ ولتنصرنه﴾
وَهَذِه اللَّام الأولى تسمى اللَّام الموطئة للقسم وَاللَّام الثَّانِيَة تسمى لَام جَوَاب الْقسم وَالْكَلَام إِذا اجْتمع فِيهِ شَرط وَقسم وَقدم الْقسم سد جَوَاب الْقسم مسد جَوَاب الشَّرْط وَالْقسم كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿لَئِن أخرجُوا لَا يخرجُون مَعَهم وَلَئِن قوتلوا لَا ينصرونهم وَلَئِن نصروهم ليولن الأدبار ثمَّ لَا ينْصرُونَ﴾
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ﴿وَمِنْهُم من عَاهَدَ الله لَئِن آتَانَا من فَضله لنصدقن ولنكونن من الصَّالِحين﴾ وَقَوله ﴿وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم لَئِن جَاءَتْهُم آيَة ليُؤْمِنن بهَا﴾ وَقَوله ﴿وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم لَئِن أَمرتهم ليخرجن قل لَا تقسموا طَاعَة مَعْرُوفَة﴾ وَقَوله ﴿وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم لَئِن جَاءَهُم نَذِير لَيَكُونن أهْدى من إِحْدَى الْأُمَم﴾ وَمِنْه قَوْله ﴿وَلَئِن سَأَلتهمْ من خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض ليَقُولن الله﴾ وَقَوله ﴿وَلَئِن سَأَلتهمْ ليَقُولن إِنَّمَا كُنَّا نَخُوض وَنَلْعَب﴾ وَقَوله ﴿لَئِن لم يَرْحَمنَا رَبنَا وَيغْفر لنا لنكونن من الخاسرين﴾
1 / 334