Ojos del Patrimonio en las Artes de las Incursiones, Características y Biografías
عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير
Editorial
دار القلم
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٤/١٩٩٣.
Ubicación del editor
بيروت
الْمُسْلِمِينَ عَلَى الصَّائِغِ فَقَتَلَهُ وَكَانَ يَهُودِيًّا، وَشَدَّتِ الْيَهُودُ عَلَى الْمُسْلِمِ فَقَتَلُوهُ، فَاسْتَصْرَخَ أَهْلُ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْيَهُودِ، فَأَغْضَبَ الْمُسْلِمِينَ، فَوَقَعَ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَنِي قَيْنُقَاعٍ، وَتَبَرَّأَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ مِنْ حَلْفِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَتَشَبَّثَ بِهِ عَبْد اللَّهِ بن أبي فيما روينا عن ابن إسحق عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عباد بن الصامت قال: وفيه في عبد الله نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلَى قَوْلِهِ: فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ [١]
وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ سَعْد قَالَ: وَكَانُوا قَوْمًا مِنْ يَهُودَ حُلَفَاءً لعَبْد اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ بن سلول وكانوا أشجع يَهُودَ وَكَانُوا صَاغَةً فَوَادَعُوا النَّبِيَّ ﷺ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ أَظْهَرُوا الْبَغْيَ وَالْحَسَدَ، وَنَبَذُوا الْعَهْدَ وَالْمُدَّةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ [٢] فقال رسول الله ﷺ: «أنا أخاف من بني فينقاع»؟
فَسَارَ إِلَيْهِمْ وَلِوَاؤُهُ بِيَدِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ المطلب، وكان أبيض، ولم تكن الرايات ويومئذ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَحَاصَرَهُمْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً إِلَى هِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ، وَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ غَدَرَ مِنَ الْيَهُودِ، وَحَارَبُوا وَتَحَصَّنُوا فِي حِصْنِهِمْ، فَحَاصَرَهُمْ أَشَدَّ الْحِصَارِ، حَتَّى قَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُول اللَّهِ ﷺ عَلَى أَنَّ لِرَسُول اللَّهِ ﷺ أَمْوَالَهُمْ، وَأَنَّ لَهُمُ النِّسَاءَ وَالذُّرِّيَةَ، فَأَنْزَلَهُمْ فَكُتِّفُوا، وَاسْتَعَمَل عَلَى كِتَافِهِمُ الْمُنْذِرَ بْنَ قُدَامَة السُّلَمِيَّ،
فَكَلَّمَ ابْنُ أُبَيٍّ فِيهِمْ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «حُلُّوهُمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَعَنَهُ مَعَهُمْ» وَتَرَكَهُمْ مِنَ الْقَتْلِ،
وَأَمَرَ أَنْ يُجْلَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَتَوَلَّى ذَلِكَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَلَحِقُوا بِأَذْرُعَاتٍ، فَمَا كَانَ أَقَلّ بَقَاءَهُمْ بِهَا، وَذَكَرَ مَا تَنَفَّلَ رَسُول اللَّهِ ﷺ مِنْ سِلاحِهِمْ وَسَيَأْتِي ذِكْرُنَا لَهُ، وَخُمِّسَتْ أَمْوَالُهُمْ، فَأَخَذَ رَسُول اللَّهِ ﷺ صَفِيَّةُ الْخُمُس، وَفَضّ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ عَلَى أَصْحَابِهِ.
فَكَانَ أَوَّل مَا خُمِّسَ بَعْدَ بَدْرٍ. وَكَانَ الَّذِي وُلِّيَ قَبْضَ أَمْوَالِهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ. انْتَهَى مَا وَجَدْتُهُ عَنِ ابْنِ سَعْد. كَذَا وَقَعَ صَفِيّة الْخُمُس، وَالْمَعْرُوفُ أَنَّ الصَّفِيَّ غَيْرُ الْخُمُسِ.
رُوِّينَا عَنِ الشَّعْبِيِّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: كَانَ لرَسُول اللَّهِ ﷺ سَهْمٌ يُدْعَى الصَّفِيَّ قَبْلَ الْخُمُسِ. وَعَنْ عَائِشَةَ: كَانَتْ صَفِيَّةُ ﵂ مِنَ الصَّفِيِّ، فَلا أَدْرِي أَسَقَطَتِ الْوَاوُ أَوْ كَانَ هَذَا قَبْلَ حُكْمِ الصَّفِيِّ وَاللَّهُ أعلم.
وكانوا أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع، وكانوا حلفاء الخزرج.
[(١)] سورة المائدة: الآية ٥٦.
[(٢)] سورة الأنفال: الآية ٥٨.
1 / 344