إمضائه، وترجئ ما يوجد الحزم في إرجائه، وتبذل ما كان الفضل في بذله، وتمنع ما كانت المصلحة في منعه، وتلين في غير ضعفٍ، وتشتد في غير عنفٍ، وتعفو في غير فشلٍ، وتسطو في غير جورٍ، وتقرب في غير تبذلٍ، وتبعد من غير تكبرٍ، وتخص في غير ميلٍ، وتعم في غير تضييعٍ، ولا يشقى بك المحق وإن كان عدوًا، ولا يسعد بك المبطل وإن كان وليًا، فالسلطان يعتد لك من الغناء والكفاية والذب والحياطة والنصح والأمانة والعفة والنزاهة والنصب في ما أدى إلى الراحة بما يراك معه حيث انتهى إحسانه إليك مستوجبًا للزيادة، وكافة الرعية إلا من غمط منهم العافية مثنون عليك بحسن السيرة ويمن النقيبة، ويعدون من مآثرك أنك لم تدحض حجةً بباطلٍ، ولم تدفع حقا ًبشبهةٍ، ولم تقصد لإزالة نعمةٍ.
وهذا يسيرٌ من كثيرٍ، لو قصدنا لتفصيله لأنفدنا الزمان قبل تحصيله، ثم كان قصرنا الوقوف دون الغاية منه.
٧٠- قال أبو جعفر: ومما يوصف به الكاتب المستقيم الأمر أن يكون مبادرًا أيامه، كما روى المزني عن الشافعي، أنه حكى عن بعض الحكماء أنه قال: ليس من أحدٍ وإن ساعدته المقادير بمستخرجٍ من الدنيا غضارة عيشٍ إلا من خلالٍ مكروهةٍ.
ومن انتظر بمعاجلة الدرك مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته، لأن صناعة الدهر السلب، وشروط الأيام الإقالة، وفي ذلك يقول:
1 / 47