المؤمنين﴾ فأكذبهم الله جل ثناؤه فقال ﷿: ﴿ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون﴾ .
٦٨- ولولا كراهية الإطالة لذكرنا من هذا أشياء كثيرةً. على أن لشيخنا ابن كيسان كتابًا مفردًا في ما وقع من الغلط في (أدب الكاتب) المصنف.
٦٩- ومن حسن ما سمعناه في وصف كاتبٍ ما نعت به أبو علي البصير أبا الحسن عبيد الله بن يحيى، وهو قوله: إن أمير المؤمنين قد استصلحك لنفسه، وائتمنك على رعيته، فنطق بلسانك، وأخذ وأعطى بيدك، وأورد وأصدر عن رأيك، وكان تفويضه إليك بعد امتحانه إياك وتسليطه الحق على الهوى فيك بعد أن ميل بينك وبين الذين نصبوا لمرتبتك، وأجروا إلى غايتك: فأسقطهم مضمارك، وخفوا في ميزانك، لم يزدك -أيده الله- رفعةً وتشريفًا إلا ازددت له هيبةً وتعظيمًا، ولا تسليطًا وتمكينًا إلا زدت نفسك عن الدنيا عزوفًا وتنزيهًا، ولا تقريبًا واختصاصًا إلا ازددت بالعامة رأفةً وعليها حدبًا.
ولا يخرجك فرط النصح له عن النظر لرعيته، ولا إثبات حقه عن الأخذ بحقها عنده، ولا القيام بما هو له عن تضمن ما هو عليه.
ولا تشغلك معاناة كبار الأمور عن تفقد صغارها، ولا الجذل بإصلاح ما تصلح منها عن النظر في عواقبها، تمضي ما كان الرشد في
1 / 46