عليهم معرفة الهمزة التي تنضم وينفتح ما قبلها، أو تختلف حركتها وحركة ما قبلها، فكتبوا: «يقرأوا» بزيادة واوٍ لا معنى لها، ولم يفرقوا بين ذوات الياء وذوات الواو، ولا بين الواو التي يثبت بعدها ألفٌ وبين الواو التي لا يثبت بعدها ألفٌ، فكتبوا: «فلان يرجوا» كذا بألفٍ لا معنى لها، وكتبوا: «جاءني مسلموا القرية» بألف بعد الواو ولا يجوز إثباتها، ولم يفرقوا بين ما يكتب بالياء إذا انفصل وإذا اتصل فكتبوا إحداهما بالياء، فجاؤوا بما لا يجوز عند أحدٍ من النحويين، وكتبوا «عن من» موصولًا، وكذلك «عن ما» بمعنى الذي، ولم يفرقوا بين «ما» إذا كانت بمعنى الذي وإذا كانت زائدة توكيدًا، واصطلحوا على ما لا يجوز وعلى الخطإ الفاحش، فصاروا يتطيرون من الصواب إذا كتبه بعضهم، وينكرون على من كتب: ورحمة الله؛ بالهاء؛ جهلًا منهم بأن تأنيث الأسماء بالهاء، وأنه لا فرق بين هذا وبين «جارية زيدٍ» .
٥٣- ولم يكن متقدموهم كذلك، فقد قال عبد الحميد: إن الكتاب قليلٌ والمسمين بالكتاب كثيرٌ، والعلم معينٌ على نفسه من أخذه، فمن أدخل نفسه في الكتاب مصطبرًا على ما ينوبه بالعفاف عن الطمع والتتبع للمعروف، وترك الضجر لأهل الانقطاع، وصبر على النوائب، وحاول جر المنافع إلى الصديق، وأظهر بشره وحسن معاملته فهو الذي احتوى على الكتاب واحتوى الكتاب عليه.
٥٤- وقال: أنتم معاشر الكتاب ذوو الأخطار، من خيار
1 / 38