Alto de la resolución
علو الهمة
Géneros
لما بلغ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- بجيشه حاكم مصر "المقوقس" وجيشه، بعث عمرو إليه عشرة رجال أحدهم عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- وكان "عبادة" شديد السواد، وأمره أن يكون متكلم القوم، ولا يجيب الروم إلى شيء دعوه إليه إلا إحدى هذه الخصال الثلاث، فلما دخلت رسل المسلمين إلى المقوقس، وعلى رأسهم عبادة، هابه المقوقس لسواده وفرط طوله، وقال: "نحوا عني ذلك الأسود، وقدموا غيره يكلمني"، فقال الوفد جميعا:
"إن هذا الأسود أفضلنا رأيا وعلما، وهو سيدنا وخيرنا والمقدم علينا، وإنما نرجع جميعا إلى قوله ورأيه، وقد أمره الأمير دوننا لما أمره، وأمرنا ألا نخالف رأيه وقوله"، ثم قالوا -وكان قولهم عجيبا عند المقوقس-: "إن الأسود والأبيض سواء عندنا، لا يفضل أحد أحدا إلا بفضله، وعقله، وليس بلونه" (¬1).
Página 82